رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

سَمْ.. سُمْ.. سِمْ

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الفتح والضّم والكسر هي: في الظّاهر ليست سوى حركاتٍ نرقمُ بها حرف السّين من مفردة: (سم) في حين أنّ لها باطناً يُسفِر عن (الشّخصية السعودية) من حيثُ تحليلها وفك شِفرتها، ذلك أنّ مفردة: (سم) يمكن التعامل معها بوصفها حجر الزاوية التي يركن إليها «السعودي» حال ضعفه وحال قوّته وما بينهما شريطة قابليّة سين «سم» لفاعليّة الحركات الثلاث مجتمعةً، ويكاد سنا برق «السعودي» أن يُضيء طالما أنّ هذه الـ (سم) تُرعد حياتَه فيُمطَرُ حساب/ رصيده وابلاً من صيّبٍ غدقاً يُنبتُ له كلأ: القصور/ وعُشب السيارات والسفريات، ويكون هو الأحسنُ أثاثاً وريّا.. وحيثما أطلقَ شقرديٌّ «سَم» بصوتٍ مرتفعٍ، فألحقَ هذه الـ «سمّ» بقوله «أبشر طال عمرك» فثَمَّ كمأةٌ وأقطٌ ولبنٌ (يُدسّم الشوارب)!
هكذا إذن فتحُ سين «سَم» لا يلبث أن يفتحَ المغاليق كلّها ويجعل هذا الفتحُ المبين مَن كان في عداد المرذولين قبلاً هو الآن مَن يتصدّر «المجالس» وليس له من مُنافس..!! وما من بابٍ حديدٍ كان أو خشب يُمكنه أن يقوى على مقاومة إغراء ترديد مفردة «سَم» فيظل موصداً..! وما عساه أن يكون إلا منفتحاً على مصراعيه في كلّ حين «حياءً» وتثميناً للمعنى الثاوي بين أعطاف كلمة «سَم» وبِشتِهَا!
خابَ إذن وخسِر مَن أبقى لسانُه يابساً ولم يترطّب بمفردة «سم» في العشيّ والإبكار!.. وما أحسب أنّ ثمة أحمق سيُفلح حيث يأتي «الوزارات» من أيّ أبوابها شاء وهو ليس ممن يُحسن أن يجعلَ بين يدي خطابه كلمة «سَم» ذات المفعول «السحري» الذي كان من شأنها إبطال كلِّ «الأنظمة» وتخطّي كل ما كان أحمر بحسبان مفردة «سم» من «سلومنا» التي لا يصحُّ بالعرف «القبلي» الخروج عليها/ أو عدم الاكتراث بها.. وإنّه لمن العار بمكان أن تُهان هذه المفردة ولا تُقدّر قدرها وهي مَن قد أسهمت في صناعتنا؛ إذ استحالت «مبدأ» قبل أن تكونَ «أخلاقاً» أو أعرافاً/ وتقاليد. وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
ويأتي ضمُّ سين «سم» لتلفظ هكذا «سُم» نتيجةً بدهيّةً لكلّ مَن كان كابراً ولم يحفل مطلقاً بفتح سين «سم» على نحو ما ذكرته سابقاً.
فـ «سُمّ» هو ذلك الذي تعرفون حيث الأنياب والحيّات: وطيت أنا الداب وأنيابه مشاويك الله وقاني من أسباب المنيه يا رجل لو غز نابه وين أداويك هذي سبايبك يا الغالـي عليـه على أيّ حال.. فإنّ ما يعنينا في فلسفة سين «سم» هو أنّ المستقبل لأيّ رجلين سيظلّ معلقاً؛ إذ يبقى مرهوناً بحسب موقفهما من حركة السين.. فلئن أصبحت عند أولاهما: مفتوحةً فنطقها «سَم» فلا ريب حينئذ أنّ المستقبل بالنسبة إليه مشرقٌ مشرقٌ مشرقٌ! ولئن كانت «السينُ» لدى الآخر: بدت مُتجهّمةً/ وعابسة بسبب من حركة الضمة التي تعلو سحنة «السين» لتغدو «سُم» فإنّ مستقبلَ مُتَلفّظِها لا محالة مُحرق.!
لم يتبقَّ غير «الكسر»؛ إذ نتفوّه بها هكذا «سِمْ» حال «البيع/ والشراء» ليس إلا.. في حين يتنازعها استعمالاً شخصان.. أحدهما «شريطيٌّ» يتقوّت على «الدّلالة»؛ إذ تجري على لسانه قياماً وقعوداً وعلى جنبه أكثر من لفظ الجلالة.. والثاني «ثريّ/ موسر» يملك كلّ شيءٍ يُمكن أن يُباع/ أو يُشترى.. ويأتي ثالثٌ ليس كمثلهما ظاهرين/ إذ يديران عملهما على المكشوف! وإنما – هذا الثالث – يختلف عنهما؛ إذ لا يُحسن الاشتغال إلا على «المستور» شأن أولئك الذين (يُساومون) على مواقفهم ويقذفون بـ «قيمهم» في أتون «المزادات/ بيعا/ وشراء»!!
وأخيراً.. فإنّ هذه المثلّثة في قراءة مفردة «سم» ابتغيت منها فتحَ شهيّتكم لمناقشة المفاهيم لـ «مفردات/ كلمات» قام عليها موروثونا حتى ألفيناها جزءاً لا يتجزأ من الإسهام بشكلٍ أو بآخر في تشكيل «الشخصية السعودية»على النحو الذي يُفسر كثيراً مما نحن عليه الآن من…….!! هامش: أتمنى أن تستصحب أثناء قراءة هذه الكتابة ما تعارف عليه علماء الصرف من أنّ أثقل الحركات – وقد يُقال أقوى الحركات – الضمّة وتليها الكسرة ثم الفتحة.
ولهذا، نجد في كتب القدماء مثلا: أنّ الضمير (نَحْنُ) حُرِّك بالضم؛ لأنه يدل على الجمع، ولا يناسب الجمع إلا الضم الذي هو أثقل الحركات. (ومن هنا رأينا أن مفردة «سُم» بالضم وما احتوت من معنى «قاتل» قد أتى علينا كلّنا ولم يستثنِ منّا إلا القليل!!).. لتحليل شخصيتك: قُل لي «سمَ سُم سِم» أيّها أكثر جرياناً على لسانك أقول لك (مَن أنت)!!
نقلا عن "الشرق"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up