رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي سعد الموسى
علي سعد الموسى

بين العلياني والعريفي: مثلث المرأة والعصا والدابة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في إحدى حلقات برنامجه الشهير "يا هلا"، عرض الإعلامي البارز، علي العلياني، لقطة "فيديو" من تسجيل لحوار شبابي للدكتور محمد العريفي وهو يتحدث عن تأديب الزوجة أمام بضعة شباب في خلاصة تجمع ما بين "المرأة والدابة والعصا". في خلاصة تضع المرأة، وفي باب التأديب، مع الحمارة والناقة، وفي ذات اللقطة استل فضيلة الشيخ "عصا المسواك" كي يعطينا دروساً عن أماكن جسد المرأة التي يمكن فيها ضربها بعصا المسواك دون إحداث ضرر. وللحق، فإن صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي، قد استثنى كامل اليدين والوجه بوصفهما "منطقتين" محرمتين من الضرب، وترك لنا الخيار أن نضرب بالمسواك كما شئنا في بقية أعضاء الجسد بحسب تقدير الزوج لكثافة اللحم والشحم فيما يعرفه، أصلا، في جسد زوجته. هذا اجتهاد يذكر فيشكر لصاحب الفضيلة. هنا تكمن مفاجأة ردة الفعل على لقطة تسجيل "الفيديو" لصاحب الفضيلة: أنصار وأتباع صاحب الفضيلة، محمد العريفي، يرون أن علي العلياني، افترى على فضيلة الشيخ عبر فكرة "المونتاج" التي تستقطع ما شاء لها من حديثه ثم تبعث وتنشر كامل مقطع صاحب الفضيلة الأصل. ردة الفعل تتحدث عن "اجتزاء" واختصار للمقطع الأصلي، وهنا جوهر القصة بالأرقام: الفارق في الوقت ما بين المقطعين يبلغ بحساباتي 47 ثانية، ومرة أخرى، وبإخضاع المقطع الأصلي لنظرية تحليل الخطاب فإن المقطع الأول يدين الفكرة تماما مثل المقطع "الممنتج"، وفي المقطعين لن تخرج الفكرة عن مثلث "المرأة والعصا والدابة". وعلى أي وجه وتحت أي تبرير فلن تجد لصاحب الفضيلة مخرجاً، وفي المقطعين يأخذه لخارج هذا المثلث. دعوني أخيراً آخذكم إلى هذا الخيال عن فكرة "المسواك والمرأة والدابة". الغالبية الساحقة من المجتمع لم تعد تستخدم "المسواك" تبعاً لطغيان تقنية "المعجون والفرشاة". هنا هل يستطيع صاحب الفضيلة أن يوصي بالفرشاة البلاستيكية لتأديب المرأة رغم الفارق في الألم الذي قد يحدث على جسد "الدابة"؟ خذ مثلاً، أنني استخدم فرشاة أسنان كهربائية لها حجم وعظم لو ضربت بها على جبهة زوجتي ولو بفركة إصبعين لهوت مغشية على الأرض. هل المسواك لتنظيف الأسنان أم لترتيب الحياة الزوجية؟ صاحب الفضيلة الشق أكبر من قدرة "الراقع" على تلطيف وتهذيب مثلث المرأة والعصا والدابة، حتى ولو قمت بإعادة إرسال مقطع في ألف دقيقة. كلها تقود الفكرة إلى تأكيد هذا المثلث. النصيحة الصادقة إليك ألا تكثر من الظهور والتوسع فخير الكلام ما قل ودل، وكلما زاد عدد الساعات والمحاضرات والندوات كلما ازداد عدد المثلثاث والمنحنيات الخطرة. خذ في القدوة العليا أن أحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لا تزيد عن معدل جملة.
نقلاً عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up