رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

التحدي الحقيقي " لرؤية المملكة 2030 "

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

باختصار إن الذي شجع على النهب والفساد في مشروعات تمس حياة الناس والمجتمع ، هو عدم وجود رقابة حقيقية ، وقد كتبت من قبل أن حالة البنية التحتية المتآكلة أحدثت فوبيا في قلوب الناس ، خاصة بعد كوارث السيول ، من كل سحب تتراكم مبشرة بالمطر!! لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله  بن عبد العزيز "رحمه الله " حدا لهذا حين أصدر أمرا ملكيا بإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد ترتبط به مباشرة و تعيين رئيس لها برتبة وزير، تشمل مهامها جميع القطاعات الحكومية "ولا يستثنى منها كائنا من كان" داعيا جميع الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية إلى التعاون معها ، وتقديم كافة عقودها لها ، وهذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لمعالجة هذه المشكلة ، ولكنها وحدها لا تكفي .
  فضعف الرقابة الصارمة وعدم تفعيل مبدأ العقاب أغرى أصحاب النفوس الضعيفة على التمادي في اختراق القوانين واستغلال نفوذهم الوظيفي وخيانة ثقة ولاة الأمر التي أولوهم لها حين كلفوهم بقضاء حوائج العباد ، فلم يراعوا حرمة الأمانة والثقة.
  ثقافة ..وثقافة مضادة فثقافة الفساد التي انتشرت واستشرت بين الناس تحتاج إلى ثقافة مضادة ، ثقافة تعلي من شأن القيم الروحية ومخافة الله ومراقبة النفس ، ثقافة تعزز الشفافية والصدق في التعامل والحرص على المال العام ، وهنا يلعب الدين الدور الأكبر ، فنحن أمام تحد اجتماعي تقع مسؤوليته على كل أحد ، فالقوانين وحدها لا تجتث الجريمة ، والأمن الاجتماعي في حقيقة الأمر هو مسؤولية الناس جميعا ، فالمسألة تبدأ من الأسرة والتربية التي يتغذى بها الفرد أخلاقيا ، ومن ثم المدرسة ، لا أدري لماذا نهمل التربية الوطنية في مدارسنا على النحو الذي يجعلها مادة ثانوية رغم أهميتها الكبيرة؟!! ، لو فعلنا كل ذلك ، ثم طبقننا القوانين بصرامة ضد كل من تسول له نفسه خرقها ، أو استغلال وظيفته لتحقيق مآربه الخاصة ، مع التشديد على توجيه خادم الحرمين الشريفين "كائنا من كان" ، فإننا سنحقق نتائج ايجابية في الحد من هذه الآفة التي أبتلي البعض بها ، وتظل التربية الدينية هي حجر الزاوية في هذا الأمر برمته. إضاءة : ****** إن التحدي الحقيقي " لرؤية المملكة 2030 "هو إنشاء مجتمع علمي وحضاري قابل للنمو مجتمع مبدع ينظر للأمام وهو ليس فقط مستخدماً للتكنولوجيا بل قادر أيضاً على المساهمة في الحضارة العلمية والتكنولوجية المستقبلية وبناء كوادر جادة لذلك.. ولكن لا يمكن تحقيق هذه النقطة إلا ببنائها على أسس أخلاقية عامة وقيم نؤمن بها ونمارسها أهمها الأمانة وحسن تقدير الذات نفسها قبل أي شيء ..بمعنى ألا يكون هناك فساد يتملك تلك الذات !

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up