رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

خطأ مطبعي لا يغتفر

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

جاء في كتاب (الطبقات الكبرى): يحكى أن ابنًا (لشريح القاضي) قال لأبيه: إن بيني وبين قوم خصومة٬ فانظر في الأمر٬ فإن كان الحق لي خاصمتهم٬ وإن لم يكن لي الحق لم أخاصمهم. ثم قص قصته عليه٬ فقال له شريح: انطلق٬ فخاصمهم.
فانطلق إليهم٬ فخاصمهم٬ فقضى شريح على ابنه٬ فقال له ابنه عندما رجع إلى البيت: والله لو لم أتقدم إليك بالنصح لم ألمك٬ لقد فضحتني فقال له شريح: يا بني٬ والله لأنت أحب إلي من ملء الأرض مثلهم٬ ولكن الله أعز علي منك فقد خشيت أن أخبرك أن القضاء عليك٬ فتصالحهم على مال٬ فتذهب ببعض حقهم انتهى.
الحمد لله أن القضاة عندنا ما زالوا يسيرون على هذا المنوال المستقيم٬ لا لف ولا دوران٬ ولا أسرار ولا وعود٬ وإنما شفافية ما بعدها شفافية. و(الشفافية) ­ على فكرة ­أنواع.
وبالمناسبة٬ فقد قال الشيخ (إبراهيم الأحدب) في مشايخ عصره هذين البيتين: إن المشايخ لا تحصى فضائلهم / عن وصفهم قصرت كل الأراجيز إن يسمعوا يا فتى بالر ّز في جبل / شدّوا النعال ود ّكوا بالعكاكيز هذا في عصر مضى٬ أما اليوم٬ فالحمد �㒙 فالرز يملأ الأسواق٬ ولا يحتاج إلى شد النعال ولا إلى دك العكاكيز٬ فقط (كّزها وابرك عليها). ***
قرأ الشاعر طانيوس عبده٬ في كتاب (شرائع اليونان): تعاقب المرأة الخائنة بجدع أنفها٬ والرجل الخائن بخلع عينيه٬ فكتب على الكتاب هذين البيتين: فلو وصلت شرائعكم إلينا / على ما نحن فيه من المجون لأصبحت النساء بلا أنوف / وأصبحت الرجال بلا عيون لا شك أن (طانيوس) قد بالغ مبالغة (ممجوجة). *** بمناسبة انتخابات دولة (نيكاراغوا)٬ انتُخب الرئيس رئي ًسا وزوجته نائبة له٬ وكتب أستاذنا (سمير عطا الله) بهذه المناسبة الكلمات التالية: ما بين انتخابات الولايات المتحدة وانتخابات نيكاراغوا٬ عصر كامل من ممارسة حكم القانون وحرية الاختيار٬ لأن الديمقراطية في نهاية المطاف ممارسة طويلة المدى٬ ولا يمكن إسقاطها على الشعوب بالمظلات. آه٬ كما قال أحد مفكري بريطانيا٬ بعد استقلال غانا٬ إنه لا يمكن نقل (وستمنستر) إلى أكرا بالطائرة. *** ضحكت من هذا الخطأ المطبعي الذي نشر في برنامج الإذاعة المصرية قدي ًما٬ وجاء فيه:
مونولوجات خفيفة للشيخ (محمد رفعت). قرآن كريم لـ(ثريا حلمي). ­ وللمعلومية٬ فالشيخ (رفعت) أعظم مرتل للقرآن الكريم في عصره. ­ والفنانة ثريا حلمي هي أخف دم مغنية مونولوجات في عصرها.
نقلا عن "الشرق الأوسط"

arrow up