رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

الشيحي والنضال للتعرف على المحرضين: شاب القاف يا صالح!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أخونا صالح الشيحي كاتب جميل لا شك، وهو إنسان أجمل بأخلاقه وطيبة معدنه، وقد تعاملنا وتزاملنا سنوات طوالا في "الوطن" وفي غيرها قبلها، وَمِمَّا لا يعرف عن الشيحي أنه عاطفي جدا فهو يبكي من الهواء لو استقوى وجرح خد أي زهرة في أي حديقة، كل هذه الصفات الرائعة وغيرها أجمل ما يتميز بها أخونا الشيحي، وفوقها فهو يحظى بجماهيرية كبيرة، وهي جماهيرية رفض رفضا قاطعا -كما أتذكر- أن يضحي بها، ويبقى في لندن لتعلم اللغة الإنجليزية، إذ قال لي أنا حياتي في (لكن) وهي عنوان زاويته اليومية في الوطن منذ سنين طويلة وعديدة. أخونا الشيحي منذ حادثة فندق ماريوت في الرياض قبل سنتين أو ثلاث، التي توهم فيها أنه قيم على أخلاق الأمة، ومسؤول عن تربيتها وتقويم وتقييم سلوكها، فقال وكتب يتهم ويطالب، وفورا تفضل بعض من يسمون أنفسهم دعاة وطلبة علم فاتصلوا به وأيدوه وباركوا خطواته الإصلاحية، فنبت له جناحان يطير بهما بحيث يفطر في عرعر ويشرب قهوة الضحى في الليث، ويتغدى في جازان، ويشرب شاي الخامسة في لندن، أما العشاء والسمرة ففي كازا أو كايرو، ومنذ ذاك الزمن حلق في فضاء القرّاء والمشاهدين والمستمعين، وصار كاتبا عاقلا يكتب ما يطلبون، ولا يتردد في دغدغة مشاعر بقايا ما سمي بالصحوة ورجيعها ومغازلتهم والحديث باسمهم والدفاع عنهم، وهو لا يفعل هذا تحيزا لفئة معاذ الله، وإنما يفعله لمصلحة الوطن، جزاه الله خيرا وكتب أجره، هذا الوطن الذي أغرقه التطرّف والتشدد والتكفير في مستنقع الإرهاب، الذي عانى منه العالم كله والمملكة في مقدمة المصابين به، لكن أخونا الشيحي لا يرى ولا يعلم ولا يعرف محرضا واحدا في الوطن يحث الشباب على التكفير ويدفعهم بفكره إلى ممارسة القتل والتدمير، حتى ذلك الذي كان أول المبادرين والمتصلين به للتأييد ومباركة جهوده المباركة في تبكيت مثقفي ومثقفات الوطن حين اجتمعوا في فندق ماريوت، حتى هذا المبادر الشهير لم يعد يلحظ الشيحي في أسلوبه وقصصه المكذوبة مثل قصة (ذات الشكال) لا يرى أخونا الشيحي في أسلوبه أي تحريض مطلقا، حتى وهو يدعو للجهاد ويقول إنه يرى الخلافة رؤية العين!! ويطالب باستخدام المسواك لضرب المرأة الدابة!! ومعاذ الله أن يكون للشيحي مصلحة خاصة في هذا أبدا، فهو لا يهدف من كل هذا الجهد المبارك إلى أي شيء شخصي، وإنما هدفه أولا التقرب إلى الله ثم محبة الصالحين ليكون منهم قريبا، وكل ذلك لخدمة الوطن والأمة، ولهذا لا مانع لديه من مصادرة رمز روائي كبير مثل عبده خال أو غيره طالما هذه المصادرة ترضي المحرضين الذين لا يراهم ونحن نتوهمهم أو نحلم بهم!! وتبارك الرحمن فأخونا الشيحي يكتب عن كل شاردة وواردة ويلتقط التقاطات جميلة مثل السماح بإتاحة الكبتاجون لكي نصبح مثل هولندا التي تبيح تعاطي هذه المواد وقد أصبحت أقل دولة أوروبية في نسبة المتعاطين والمدمنين لأنها أباحت ذلك!! لكنه لم يكتب مطلقا عن قنوات ورموز التحريض على الطائفية والتكفير والعنصرية لأنه لا يراهم، بل وطالب أمس بتسميتهم في مقاله المقنع بالمداهنة (الرجل المقنع) الذي حشاه بكلام أقل ما يقال عنه إنه هذر لا معنى له، سوى التقرب و(بلاش أقول غيرها) إلى تيار أضر ويضر الوطن، سواء علموا أم لم يعلموا، وسواء رآهم الشيحي أو تعامى عنهم وداهنهم!! ولست هنا بصدد محاولة لتغيير وجهة نظر الشيحي في نضاله، ويستحيل أن أفكر في مثل هذه المحاولة، لكنني فقط أردت تعزيز موقفه وتشجيعه على المضي في هذا السبيل، فأنا واحد من قرائه الكثر جدا ومن واجبي تشجيعه والشد على يده، وقبل أن أختم أقول للأخ صالح جملة واحدة يعرفها حتما بحكم عراقة بداوته، وهي: (شاب القاف يا صالح).
نقلاً عن الوطن

arrow up