رئيس التحرير : مشعل العريفي

صور: تحدى أمريكا ودفع العالم للحرب النووية.. تعرف على أبرز محطات "فيدل كاسترو"

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أدخل نصف الكرة الأرضية الغربي في الحرب الباردة منذ عام 1959، و تحدى الولايات المتحدة الأميركية لقرابة نصف القرن، معاصرا 11 رئيسا أميركيا، كما أنه الشخص نفسه الذي دفع العالم إلى حافة الحرب النووية.. هذا بعض ما فعله فيدل كاسترو الذي توفي يوم الجمعة 25 نوفمبر عن 90 عاما.
له مكانة عظيمة لدى الكوبيين فدافع من فوق دبابة عن بلاده في حرب خليج الخنازير، وكان كل شيء من اختياره لون الزي للجيش الكوبي المقاتل في انغولا بإفريقيا، إلى الإشراف عن برنامج لإنتاج حليب الأبقار، وهو الذي حدد بنفسه برنامج حصاد قصب السكر، والذي بعث كذلك شخصيا ما لا يحصى من الرجال إلى السجن، في حين رآه البعض طاغية.
 
وبحسب تقرير نشرته "العربية نت": حكم كاسترو لأطول فترة في العالم ولم يضارعه أو يتفوق عليه إلا الملكة إليزابيث الثانية، وأصبح شخصية لا يمكن تجاوزها في القرن العشرين، وهو يحكم الجزيرة الكاريبية التي يقدر سكانها بحوالي 11 مليون نسمة بعد أن سيطر على البلاد بقوة وأصبح رمزا منذ دخوله الشهير لهافانا العاصمة منتصرا في 8 يناير 1959 بعد أن أطاح بالديكتاتور فولغينسيو باتيستا، وألقى خطابه الأول أمام عشرات الآلاف من المعجبين في القصر الرئاسي للرئيس المعزول.
 
أعلن حاكم كوبا عن مرحلة جديدة في بلاده، بإطلاق مجموعة من حمائم السلام البيضاء وعندما جثمت واحدة منها على كتفه فقد صاحت الجماهير: "فيدل.. فيدل". كان يعتقد نفسه أنه مسيح أرض الأسلاف، قوة لا غنى عنها مع سلطة قادرة على حكم كوبا وشعبها.
وقبل تسليم حاكم كوبا السلطة لشقيقه راؤول عام 2006، أثار حنق أعدائه في واشنطن مجددا، باعتبار أنه يكرس للديكتاتورية وأنها من جديد تضاعف معاناة الشعب الكوبي وتحرمهم من حكم أنفسهم بأنفسهم.
ولكن في عام 2014 استخدم الرئيس الأميركي أوباما سلطاته التنفيذية لينهي عقودا من القطيعة بين البلدين، بالسماح بتبادل السجناء بين هافانا وواشنطن، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية، بعد أن عملت صفقة سرية في محادثات بين ممثلين للجانبين، استمرت لـ 18 شهرا بعون البابا فرانسيس، على الخروج من عنق الزجاجة للطرفين.
 
وعلى الرغم من ضعف كاسترو صحيا وعدم ظهوره أمام الملأ فقد أبدى عدم ثقته في الاتفاق الأميركي، فبعد عدة أيام من زيارة أوباما إلى هافانا في 2016 وهي أول زيارة لرئيس أميركي منذ 88 سنة، فقد صاغ كاسترو ردا غريبا على مبادرة أوباما بقوله إن كوبا لا تريد أي عون من الولايات المتحدة الأميركية.
وقد شكل إرثه في كوبا وفي أماكن أخرى على المزج بين التقدم الاجتماعي والفقر المدقع، مع المساواة العنصرية والاضطهاد السياسي، بدرجة قد تماثل ما كان عليه الوضع من بؤس، عندما جاء الرجل للسلطة لأول مرة في عام 1959 كقائد حرب العصابات المزهو بالانتصار.
عدائه لأمريكا كان ظاهرا فبعد أن اعتنق الشوعية كمبدأ للحكم، وصفته أميركا كشيطان ومستبد وحاولت إزاحته من السلطة من خلال الغزو المشؤوم لخليج الخنازير في سنة 1961 والحصار الاقتصادي الذي استمر عشرات السنين، وسلسلة من مؤامرات الاغتيال والخطط الغريبة لتقويض عظمته بجعل لحيته تسقط على الأرض.
 
كما أن إتقان الرجل لفن الخطابة ولساعات طويلة في بعض الأحيان، فقد ساهم ذلك في تشبع مواطنيه بكراهية أميركا وهم في ترقب دائم لغزو قادم من الشمال الأميركي، ثقافيا كان أم عقائديا أم سياسيا أم اقتصاديا.
وحينما سئل في عام 1985 خلال مقابلة مع مجلة "بلاي بوي" كيف يرد على ريغان الذي يصفه بأن ديكتاتورا عسكريا لا يرحم، فأجاب: "دعنا نفكر في السؤال. فأن تكون ديكتاتورا هذا يعني أنك تحكم بواسطة مراسيم، كما يفعل بابا الفاتيكان". وعكس السؤال على ريغان بقوله: "سلطته تتضمن ما هو غير ديمقراطي بشكل مخيف من التآمر لإعلان حرب نووية مثلا، وهنا أسأل من هو الأكثر ديكتاتورية، رئيس الولايات المتحدة أم أنا؟!".
بعد أن استطاع إزاحة النظام وهو في الثلاثينات من عمره فقد عمل تحالف كاسترو مع الاتحاد السوفيتي سابقا، على دعم الحركات الثورية في القارة الإفريقية وجميع أنحاء أميركا اللاتينية.
وقد أدى استعداده لتلبية رغبة السوفيت لبناء قاعدة للصواريخ في كوبا، لمواجهة مروعة دبلوماسية بين الطرفين الشرقي والغربي في خريف عام 1962 والتي كان يمكن أن تقود إلى صدام نووي. وظل التوتر قائما لـ 13 يوما حيث تم تفكيك منصات الإطلاق السوفيتية في كوبا.
مع تفكك الاتحاد السوفيتي سنة 1991 فقد واجه كاسترو واحدا من أكبر تحدياته، حيث بقي مقاوما مع انتفاء المعونات الضخمة من الدولة الشيوعية، واستمر في سياسة التحدي للولايات المتحدة، بل ظل يتوعدها.
 
ومع وصول الاقتصاد الكوبي حافة الانهيار، فقد رضخ إلى الاعتراف بالعملة الأميركية، التي طالما شجبها بشدة منذ الخمسينيات لكنه عاد لحظر الدولار من جديد، بعد بضع سنوات عندما استقر الوضع الاقتصادي نوعيا في بلاده.
 
وتابع كاسترو تهكمه من أميركا محبطا كل المحاولات الأميركية من أجل احتوائه، وبعد خمسة عقود كشخص منبوذ في الغرب، حتى عندما ذبل صوته كمسن وقد أصبحت لحيته رمادية اللون فقد ظل مُصّراً على التحدي. وكان دائما ما يصف نفسه في المقابلات الصحفية مثل "دون كيشوت" ومثل كيشوت فهو يقاتل ضد التهديدات الحقيقية والوهمية، كأن يجهز لعشرات السنين لغزو قادم محتمل لم يحدث مطلقا.
وعندما اجتمع القادة في مدينة كيبيك في أبريل 2001 في القمة الثالثة للأميركتين، فقد قرر كاسترو وكان في الـ 74 وقتها، أن يبقى في هافانا مستشيطا غضبا ومحييا ذكرى هزيمة محرجة منيت بها المخابرات الأميركية في خليج الخنازير سنة 1961.
298338
3494
4390903
5390309
69083
7390309
1190390

arrow up