رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

المملكة.. و«عروبة» لبنان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

المملكة تقف إلى جانب لبنان على مر الظروف، والتاريخ شاهد على الموقف السعودي منذ اتفاق الطائف الذي أعاد السلم إلى هذا البلد العربي الشقيق، على رغم أنه لا توجد مصالح مباشرة للمملكة في لبنان. وموقف الرياض الواضح والصريح، وهو الوقوف إلى جانب الأشقاء اللبنانيين واحترام خيارهم وسيادتهم، وهذا ما عبرت عنه المملكة عند انتخاب العماد ميشيل عون رئيساً للبلاد أخيراً، أنها مع لبنان وكل اللبنانيين ولكل اللبنانيين وليس لطائفة معينة، وهذا ما عملت عليه الرياض بعد فراغ رئاسي في لبنان استمر حوالى 29 شهراً.
بعض المراقبين اعتقدوا أن المملكة نأت بنفسها عن لبنان وأثبت الواقع عكس ذلك، عندما زار وفد سعودي الأسبوع الماضي برئاسة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة خالد الفيصل بيروت حاملاً رسالة واضحة مفادها أن المملكة تعمل وتدعم الاستقرار السياسي في لبنان، والغريب أن البعض استغرب زيارة الوفد السعودي لبيروت، وقد سبقه إليها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ووزير الرئاسة السوري منصور عزام.
الرسالة السعودية واضحة للجميع، وهي التأكيد على عروبة لبنان واستقراره، على رغم أن بعض القوى اللبنانية (حزب الله) تعمل كأداة مباشرة في يد النظام الإيراني من خلال تدخلها المباشر في سورية، وهو ما ينعكس على السلم الاجتماعي اللبناني بخطورة بالغة، بل إن أنصار «حزب الله» بدؤوا يكتشفون أن قيادتهم وقفت إلى جانب الظالم الذي يقتل شعبه بسبب مطالبه بالحرية، وهي المبادئ التي كان «حزب الله» ينادي بها.
لا شك أن هناك ظروفاً إقليمية ودولية تنضج في المنطقة، ووقوف المملكة إلى جانب لبنان بكل طوائفه يعد صمام أمان لكل اللبنانيين، فمع وجود إدارة أميركية جديدة قد يتغير شكل الصراع على المستوى الإقليمي وعلى المشهد الدولي، ومنها الوضع في سورية، والذي لا شك سيكون له ارتدادات على الداخل اللبناني. دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة الرياض والذي نقلها الأمير خالد الفيصل تصب في منحى العلاقات العربية – العربية وضمان الاستقرار في الداخل اللبناني ولا تدخل في تغير الولاءات والتبعية، ومن يؤمنون بذلك هم للأسف في دواخلهم وسياساتهم المعلنة يتبعون لقوى إقليمية (إيران) لا يهمها مصلحة العرب، بل إنها تتبجح باحتلالها لأربع عواصم عربية.
هذا الموقف السعودي البعيد عن الكتل اللبنانية ووقوفه مع مصلحة لبنان العليا، يعطي دلالة واضحة على دور المملكة الرائد المدافع عن المصالح العربية في منطقة تعيش فراغاً سياسياً، وانفلاتاً أمنياً خطراً جداً. أتوقع أن تكون الرياض هي الوجهة الأولى للرئيس اللبناني المنتخب ميشيل عون، كما أتوقع أن تعلن المملكة وقوفها مع لبنان على جميع الصعد. هذا الموقف السعودي الواضح أحرج كثيراً من يرددون دائماً أنهم إلى جانب لبنان، ولكن الحقيقية واضحة الآن بعد احترام المملكة لخيار الشعب اللبناني وعودته إلى محيطه العربي، عكس قوى داخلية لبنانية، وقوى إقليمية حاولت أن تجر لبنان خارج محيطه العربي.
نقلا عن "الحياة"

arrow up