رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

حقوق الإنسان أُكذوبة صدّقها «المُستغفلون»..!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كلّما أوقد المستضعفون شعلةً لحقوقهم أطفأها «الأقوياء»! ذلك أنّه ما من شُغلٍ يُحسنه «الضعفاء» إلا المطالبة بـ «حقوقٍ» يصنعُ موادّها «الأقوياء» على نحوٍ سياسيٍّ ماكر خالٍ من كلّ فضيلة.! وكلّما نضجب جلود «الضعفاء» أبدلهم «الأقوياء» جلوداً غيرها ليذوقوا وبالَ هضم «حقوقهم» من قِبلِ «دولٍ عُظمى» ما برحت تتخذُ شعارَ «حقوق الإنسان» ذريعةً لكثيرٍ من تصرفاتها ومواقفها الظالمة – بحقٍ وبغير حق – يبتغون بذلك نيل مآربهم بغطاء «نفاقيٍّ» مبتذلٍ من حقوقٍ زائفةٍ يدوّنونها شخبطةً على أوراق فاخرةٍ ثم لا يلبثون أن يتقوّتوا بها تحت أقبية «المؤتمرات» مادةً للاستهلاك العالمي!! وآية ذلك أنّ الحكومات التي ما فتئت ترفع شعار «حقوق الإنسان» هي مَن تأتي وقد تبوأت المرتبة الأولى في عدم الاحترام لذات «الحقوق» فضلا عن أن تتصرّف بموجبها.!
لن نكون بكبير حاجةٍ إلى «ذكاءٍ» مفرطٍ حتى نتبيّن من خلاله أنّ دعاوى/ وشعارات «حقوق الإنسان» التي تتنادى بها «الدول العظمى» هي من تقف وراء كلّ جريمةٍ أذاق فيها «الأقوياءُ» الضّعفاءَ لباس الجوع والخوف؛ الأمر الذي بتنا معه في حالة ترقّبٍ وجلةٍ لجريمة بشعةٍ ستُجترح من قبل «الأقوياء» بحق «الضعفاء» حال ما نسمع أنّ «الدول العُظمى» قد اجتمعت من أجل الانتصار لـ «حقوق» المستضعفين هنا أو هناك.
في السابق كانت الدول العظمى نفسُها تكيل بمكيالين إزاء «الحُكّام» وحسب بيد أنّها في الأخير أسفرت عن تمييزٍ فاضحٍ لتحيّزها في مكايليها لـ «الشعوب» أيضاً وذلك بين تلك الشعوب التي تستحق أن تكون حقوقها المهضومة المنتهكة موضوع (دفاعٍ) على نحوٍ مستميت وبين مَن كانت حقوقه المنتهكة المهضومة لا تستحق أن تكون موضوعاً للدفاع..! ومن عجبٍ أن أول درسٍ في «حقوق الإنسان» قد تلقّيناه عن هذه «الدول العظمى» قولهم: بأنّ «المساواة» هي أهمّ دعامةٍ تنهض عليها «حقوق الإنسان» بحيث إنّ المساس بها يُعدُّ خرقاً لأهم دعاماته.!!
وها هنا سؤالٌ: هل إن الدفاعَ عن حقوق الإنسان حقّ مشاعٌ لكل إنسان؟! أم أنّ شأن «الدفاع عن حقوق الإنسان» حقٌّ لا يُمكنُ أن يتمتع به إلا دول تتوافر على جملة من صفاتٍ تجمع فيها ما بين القوة وبين الفساد الإخلاقي.؟! على أيّة حال.. فإنّ الإجابة مبسوطةً – وبتفصيلٍ دامٍ – يُمكن لأي أحدٍ أن يقرأها على خارطة «الوطن العربي» وبخاصةٍ في «الدول» التي شاء «الأقوياء» أن يُمزّقوها بأيديهم – وأيدي أبنائها – بأنماطٍ من صراعاتٍ يترافق معها انتهاكات واسعةٍ/ وسافرةٍ «لحقوق الإنسان» بدفعٍ من «الدول العُظمى» ومباركتها.!!
وليس بخافٍ أنّه لم يُكن ليُسمح لمثل هذه الانتهاكات أن تكون لو أنّ ثقافة «المُساءلة» حلّت مكان ثقافة الإفلات من «العقاب»!! أووه.. لعلي قد ذهلت عن أن معايير «حقوق الإنسان» يتمّ تعليقها بأيدي «الدول العظمى» كما أنّ إفساد إجراءات العمل بمضامين معايير «حقوق الإنسان» هي الأخرى تخضعُ لمزاج – تلك الدول -!!
على هذا النحو يمكن القول إنّ تماس سياسة «الدول العظمى» بـ»حقوق الإنسان» جعل منها مسرحية» فارغة المحتوى» وهزليّتها باتت مكشوفة السيناريو لكل أحد ولم تعد متقنةً من حيث الحبكة بحيث يُمكنُ أن تخدعنا بـ «شخوصها» الانتهازيين من أولئك الذين في كلّ مرةٍ يأبون إلا أن يثبتوا لنا – من حيث لا يدرون – بأنّهم «مسرحييون» فاشلون/ مُضلّلون إذ يتقافزون على «جثثنا/ ويتخوّضون بدمائنا» بأداءٍ غير مقنع بخاصةٍ حين يتحدثون عن «حقوقٍ» هم عرّابو انتهاكه ليس في أعوامنا هذه القريبة وإنما منذ أن جعلوا «انتهاك حقوق الإنسان» من ضرورات الاستعمار ووكّدوا لنا تالياً بأنّه لا ضمانة في «النظام الرأسمالي» للمحاسبة على مثل هذه الخروقات!
دعونا نختصر المسألة فنقول: يا أيها الإنسان عربياً/ كنت أو مسلماً يجب أن تعرفَ بأنّك مستثنىً من مفردة «الإنسان» في شعار «حقوق الإنسان» فابحث إذن عن «حقوقك» من خلال منطقٍ آخر غير المصطلحات التي يتم تداولها فيما بين «الدول العظمى»! ذلك أنّ «الحقوق» وحمياتها والانهماك تالياً في الدفاع عنها لم يُصنع إلا للإمريكي وللأوروبي وللصهيوني على حدٍّ سواء وآية ذلك تراها رأي العين في المواقف المفضوحة، حيث الانتقائية في اختيار «الإنسان» الذي يجب أن يُدافع عن حقه!! وبمعنى آخر أستطيع القول: إن الدفاع عن حقوق الإنسان بهتانٌ عظيم وكذبةٌ كبرى يمارسها الفَجرة من خلال تنظيمات «عالميّة» ليست مستقلةٍ فيما تأتيه أو تذره وإنما تعمل ذلك لصالح «أمريكا» ولمن دار في فلكها من الدول الكبرى!.
طغاة قد عثوا في كل أرض وراحوا في الضلالة سادرينا كأنهم من العلياء جاءوا وجاء الناس طراً راكعينا كأنهم الناس قد خلقوا عبيداً لهم يتلون أي العابدينا كأن الأرض ملكهم فهبوا بأرض الله ظلماً حاصدينا كـــأن الطيبات بكل أرضٍ لهم خلقت فراحوا آكلينا لهم كـل الحقوق على البرايا وحق الناس طراً ينكرونا كأن الله ألقى في يديهم حقوق الناس فيهم يقسمونا فراحوا في ممالكه تجاراً يبيعون الشعوب ويشترونا وما المستعمرون سوى ذئابٍ كحملان يراها الساذجونا.
نقلا عن "الشرق"

arrow up