رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

عندما لم ينتبهوا للعفاسي!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إنه شيخ كويتي، وقارئ مجيد للقرآن الكريم، مشكلته الوحيدة أنه، ليس إخوانيا، ذنبه الذي لم يرتكبه، أن المسؤولين عن تجنيد الصغار من طلاب المدارس الكويتية، لم ينتبهوا لموهبته وإمكانياته التي جعلت منه شابا بازا فيما بعد، فنشأ بعيدا عن حزبيتهم، ولم يصبح كادرا في جمعياتهم، ولا ناسكا في معبدهم، أيضا لم يتعاطف بعد الخريف العربي مع ملفاتهم وقضاياهم، ومعاركهم وحروبهم، كما يتوقعون، أو لنقل يفترضونه، ويفرضونه على كل من ينتمي للتيار الإسلامي.
اليوم مشاري العفاسي، مثله مثل كل المثقفين والوعاظ والدعاة، من التيارات المستقلة في الخليج، يواجه حربا شرسة، تطعن في دينه، وتقلل من مكانته، وتشكك في مواقفه، وتجرمه، وتشيطنه، حتى يتم حرقه جماهيريا، بالتأكيد لم يكن العفاسي الأول ولن يكون الأخير.
الحركيون بدأوا العمل المنظم مبكرا في الخليج، منذ منتصف الستينات، مع بواكير هجرة الإخوان للكويت والسعودية ومن ثم بقية دول الخليج العربي، حينها رسخوا وجودهم وانغرسوا في خواصر المجتمع.
في الكويت أنشأوا جمعية الإصلاح، ونشروا مجلة المجتمع، واستثمروا المطابع ودور النشر، وكونوا المؤسسات المالية، لقد استفادوا بشكل ظاهر من الانفتاح على الديموقراطية، وتسامح الحكومة الكويتية مع أنشطتهم، حتى تغولوا، وخنقوا التنمية، وحاصروا المجتمع.
أما لماذا.. فهو لدفع الحكومة الكويتية لإعطائهم رئاسة الوزراء، ثم بعد ذلك تكر السبحة في إمارات وممالك الخليج، هي خطتهم التي لمحوا لها أكثر من مرة، أشركونا في الحكم نترككم، ونلبس قراراتكم الشرعية لدى شعوبكم.
بالتأكيد أن إخوان الكويت هم الظهير المالي والإداري لبقية أفرع الإخوان في الخليج، إذ يجدون في الجماعة الكويتية، كل الأدوات والتنظيمات التي تساعدهم في تمرير ما يساهم في تعكير السلم العام، ولعلنا لا ننسى أن رسائل جهيمان وكتبه وأدبيات حركته كانت تطبع في الكويت، وبأموال الجماعات المتعاطفة.
لكن لماذا مشاري العفاسي بالذات دوناً عن بقية شباب الحركة الإسلامية، من تطبق عليه أقسى عقوبات الجماعة..
العفاسي بدأ حياته كقارئ للقرآن، ومنه أخذ شهرته وقبوله الواسع في المجتمعات الإسلامية، هذه الحظوة، شكلت له وزنا كبيرا لدى محبيه، كما أن آراءه المتسامحة، شكلت له احتراما وقبولا، لكن العفاسي تجرأ وأظهر موقفا سياسيا مخالفا للجماعة الإخوانية، حين صرح بأن العمل الحزبي المضاد للحكومات القائمة خطر داهم، ويفتح باب شر لا يمكن غلقه إلا بالدماء والموت، ويساهم في إدخال الاضطرابات والقلاقل، وتحويل الخليج لدول فاشلة، لو سمح لتلك الجماعات بتمرير أجنداتها.
الإخوان الذين يدينون ببيعة في أعناقهم للمرشد بديع، يرفضون أن يكون للعفاسي وغيره من عموم الخليجيين بيعة لملوكهم وأمرائهم.
لماذا، وكيف يمكن تفسير موقفهم لا أحد يستطيع أن يقنع الإخواني بأنه يرتكب هذه الحماقة ويدافع عنها بلا عقل.
آخر معارك الحزبيين مع العفاسي، اتهامه بأنه ضد العلمانية الناعمة، وهي من ألبسوها باروكة غربية، ووضعوا لها المكياج لتخفي دمامة فكرهم، وعنف وبشاعة العلمانية، التي أصبحت فجأة هي الحل، وأضحى يبشر بها كل المنتمين لعالم الإخوان في العالم الإسلامي.
نقلا عن "عكاظ"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up