رئيس التحرير : مشعل العريفي
 حمود أبو طالب
حمود أبو طالب

خيانة من نوع خاص

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ذات مرة نشرت صحيفة الرياض تقريرا مثيرا وبالغ الخطورة في معلوماته التي أدلى بها أحد الموقوفين من أصحاب الفكر التكفيري الذين كانوا يخططون آنذاك لتنفيذ إحدى عملياتهم لكن تم إحباطها وتفكيك خليتهم والقبض عليهم. المعلومات تتحدث عن مدى تغلغل هذا الفكر الأسود بين شرائح مختلفة المستويات التعليمية وبعضها يعمل في جهات حساسة كمرافق الأمن. لقد أكد ذلك الشخص أنهم يحرصون أشد الحرص على تجنيد من يمكنهم تجنيده في هذا المجال للمساعدة في تمرير مخططاتهم، ورغم تأكيده على صعوبة ذلك وامتناعه عن الإشارة إلى نسبة النجاح التي حققوها إلا أن أجهزة الأمن بكل تأكيد قد توصلت إلى تفاصيل تلك المعلومات الصادمة الكارثية. تذكرت ذلك التقرير بعد تصريح وزارة الداخلية وكشفها عن تواطؤ أحد رجال أمن القوات الخاصة في تنفيذ تفجير مسجد عسير العام الماضي، والحقيقة أن مثل هذا الاحتمال كان واردا ويشغل الكثير من المتابعين لكنه كان من الصعوبة بمكان مجرد تصور حدوث مثل هذه الخيانة العظمى للوطن ممن هو مكلف بحمايته، والآن لا بد أن نشيد بوزارة الداخلية على شفافيتها المتناهية وشجاعتها الكبيرة في كشف كل صغيرة وكبيرة تتعلق بحيثيات العمليات الإرهابية، حتى لو كان ضالعا فيها أحد منسوبيها. هذا الخائن لا يسيء أبدا لجهاز الأمن القوي ولا للآلاف من أفراده الأبطال المخلصين ولا يجب أن يجعلنا نتوجس من كونها مسألة تقترب من الظاهرة، ولكن في نفس الوقت علينا أن نضع خطا أحمر وبحجم كبير تحت هذه الحادثة لأنها تمثل طعنة مؤلمة من شخص حمّله الوطن مسؤولية حمايته. إنها خيانة تختلف عن أي خيانة من شخص آخر وتتطلب إجراءات لحماية جبهة الأمن من أدنى احتمال لوجود مثل هذا النموذج بين أفراده، وبالتأكيد فإن الدولة ستعرف كيف تتعامل مع هذه المفاجأة الموجعة حتى لا تتكرر.
نقلاً عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up