رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي سعد الموسى
علي سعد الموسى

سمو الرئيس العام: قصة الظمأ والإهمال

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قصة الأسبوع الشبابية ليست بأكثر من قصة الآلاف من شباب منطقة عسير الذين زحفوا عصر ما قبل الأمس إلى ملعب المحالة، فملؤوا المدرجات والشعاب وسطوح المباني وحتى أغصان الشجر المطلة من الهضاب على الملعب. لو كانت المحالة ملعب (جوهرة) لامتلأ بالكامل، وهؤلاء ليسوا جمهور الأهلي أو ضمك بل جمهور كل الألوان، فلماذا كانت هذه الصورة الخيالية؟ هي تعبير عن الظمأ وعن الإهمال وإليكم بقية التفاصيل. لماذا لم يأت إلى عسير فريق واحد من الكبار منذ القرار العجيب الغريب بإلغاء دورة الصداقة التاريخية؟ ولماذا لم يستطع فريق واحد منها أن يصعد إلى دوري الكبار في السنوات الطويلة الماضية؟ والجواب هو الإهمال، وهنا أستأذن مقام سمو الرئيس العام لأقول هذه الحقيقة: لم يحظ هذا القطاع من نفس خريطة هذا الوطن بزيارة الرئيس ولا واحد من وكلائه خلال ثلاثة عقود، إلا من زيارة شرفية لبعض سويعات شاردة لم يلتفت فيها أحد من الجهاز (الفوقي) لرعاية الشباب إلى الحق المشروع لشباب هذا (المشتل) الرياضي الفني الخصب. كل أندية عسير تلعب اليوم على ملاعب ترابية رديئة، وكلها تفتقر للحد الأدنى من المقرات مع رئاسة لم تضف إلى المشروع الشبابي الرياضي طوبة واحدة منذ خمس وثلاثين سنة. أستأذن مقام سمو الرئيس العام لأقول له بكل وضوح: إن أبها وظروف مناخها وطبيعتها لو كانت عند دولة خليجية مجاورة لجعلت منها عاصمة رياضية صيفية عالمية. تقول الأرقام يا سمو الرئيس إن أندية الممتاز تدفع في معسكرات الصيف ما يزيد عن 70 مليون ريال ومعها كامل الحق ألا تأتي إلى أبها لضعف الإمكانات وتهالك البنية التحتية الرياضية. دعني يا سمو الأمير أختم بهذه القصة المضحكة المبكية: ليلة خروجنا المرير من تصفيات كأس العالم الأخيرة أمام أستراليا هاتفت الصديق أحمد عيد معاتبا إياه على اختيار الغالية الدمام مكانا للمباراة في منتصف آب اللهاب، وقد شاهدنا لاعبينا يسحبون أرجلهم وكأنهم في حمام (للساونا)، قلت له إن (بوليفيا) تسحب منافسيها إلى الارتفاع الشاهق البارد في (لاباز) فلماذا لم نفعل؟ وليس من الغرابة أن يجيبني بما أتوقع: ضعف الإمكانات وتهالك البنية، لكن المدهش يا سمو الأمير ليس إلا المعلومة الأخرى التي سحبتها في ذات المكالمة ومن فم الأخ أحمد عيد: كنا يا أخي علي نريد أن يلعب منتخب الشباب بعض مبارياته الآسيوية في أبها (يومها) لكن ساعة الملعب معطلة لا تعمل منذ ستة أشهر. والخلاصة يا سمو الأمير أن الآلاف قد ذهبوا ما قبل الأمس وسط مهزلة مكتملة، ذهبوا لكسر الإهمال والظمأ، ولكم من الخيال أن كل هذه الآلاف تدخل من بوابة واحدة وتخرج منها في كسر لأبسط قواعد الأمان والسلامة، ذهبوا لمدينة رياضية تفتقر للحد الأدنى من ضروريات مثل هذا المجتمع الهائل في كل شيء. في الختام شكرا (ضمك)، وشكرا لكل أهلك الأوفياء، فقد رفعت رؤوسنا ما قبل الأمس رغم كل هذا الإهمال، مثلما سترفعها في العام القادم لتكون ثاني ناد بعد جارك (أبها) يلعب مع كبار (جميل)، وهو القادم من ملاعبه الترابية.
نقلاً عن الوطن

arrow up