رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

كيف يتعامل الإعلام مع قضايا الشباب ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إعلامنا مشغول بما نحسبه قضايا كبرى (ولا أعرف ما الذي يفوق مشكلات الشباب أهمية) في دولة تطمح إلى الريادة ولا يبخل ولاة أمرها على المؤسسات العامة والخاصة بشيء في سبيل التنمية البشرية يختصرها البعض في توظيف الشباب وتوطين سوق العمل، مع أن توطين سوق العمل هو نتيجة ستحدث حينما يتأهل الشباب فعلا ليحتلوا سوق عملهم بكفاءة، وتأهيل الشباب عملية معقدة ومتكاملة تشمل تأهيل شخصيته وتسليحه بقيم معينة وأن تكون احتياجاته مشبعة، لا أن تلقيه في الماء ثم تقول له إياك ثم إياك أن تبتل بالماء.

للإعلام دوره ولكنه وحده لا يكفي، ثم إن الإعلام نفسه يحتاج إلى ابتداع خطاب مرن ومتنوع في تناوله لهموم ومشكلات الشباب، عليه أحيانا أن يتلمس مشكلات الشباب ويقوم بالمبادرة بطرحها والتعبير بلسانهم، يجب أن لا ننتظر الشباب حتى يسعوا

ويلحوا علينا للتعبير عن شكواهم، على الإعلام أن يبادر أحيانا مثل مبادرتكم هذه الآن.

الأندية الرياضية هل تخدم الشباب بكافة ميولهم الرياضية والثقافية والاجتماعية ؟ دور رعاية الشباب في التعامل مع قضايا الشباب ؟.

هذه مؤسسات تدار للأسف بعقلية بيروقراطية روتينية وتقليدية، وبالتالي فإنها عاجزة عن القيام بالدور المطلوب.. تسألني عن الأندية الرياضية ؟ ماذا نعرف غير فرق كرة القدم، وحتى على مستوى هذا المنشط هل تعرف لها نشاطا في رعاية المواهب السعودية وتطويرها؟، إنهم يسعون وراء «الجاهز» رغم أنها لم ترتق إلى تطبيق الحرفية الاحترافية داخلها حتى تشتري «تتعاقد» مع محترفين كبار، ورغم أنها ليست مؤسسات ملكية خاصة مثل الأندية العالمية المعروفة، ورغم هذا تحصر نشاطها في الفريق الأول لكرة القدم وتصرف عليه صرفا خرافيا ؟ ثم أين باقي المناشط الاجتماعية والثقافية والفنية ؟.

أما الرعاية فقد طالبت ولازلت أطالب بأن تحول الهيئة إلى وزارة وحيثياتي أكثر من أن يسعها مجالنا هذا، وقد كتبته أكثر من مرة وفي أكثر من مكان ومنبر.

دور وزارة الثقافة والإعلام، الأندية الرياضية، رعاية الشباب، انتهاء دور المسجد والداعية الذي كان يوجه وينصح ويؤسس للتربية القويمة؟؟.

هذه كلها مؤسسات حكومية وشبه حكومية وكلها تعمل تحت إشراف الدولة ورعايتها، إلا أن كل واحدة منها تعمل منفردة وكأنها جزيرة منفصلة، وإذن فإن المقترح الذي أطرحه هنا بأن تعمل متكاملة، كل واحدة تؤدي دورها في حدود اختصاصها، على أن تعمل بشكل متناسق في إطار استراتيجية موحدة لتنفيذ رؤية موحدة، على أن تضم إليها القطاع الخاص الذي يمكنه أن يلعب دورا أكبر وأكثر تأثيرا من المؤسسات الحكومية، خاصة وهذا القطاع يتمتع برعاية الدولة ويستفيد من ما تقدمه له من دعم، وقد آن له أن يساهم بدوره أكبر في واجبه الوطني..
إذن ما أدعو إليه هو مؤتمر وطني جامع يضم كافة الجهات ذات الصلة، وليس ما ذكرناه، جهات كالتربية والتعليم والتعليم العالي والمالية والتخطيط والشؤون الاجتماعية والشؤون الدينية وكل جهة يمكنها أن تساهم، وتلعب دورا مهما كان مستواه وحجمه، لوضع استراتيجية شاملة لشباب هذا الوطن الغالي فهم عدته الحقيقية للمستقبل.

arrow up