رئيس التحرير : مشعل العريفي

بوتين نشر الفوضى 10 سنوات.. هل يطيحه ترامب عن هذا العرش؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد- ae24:كتب ديفيد فيليبوف، مدير مكتب صحيفة واشنطن بوست في موسكو، أن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، ينعم اليوم بشعور عارم بالفوز، لأن النظام الذي ساد في العالم، في فترة ما بعد الحرب الباردة، يعاني من حالة فوضى كبيرة تبدو عليها بوضوح بصمات الكرملين.
ويذكر في تقريره بما كانت تواجهه روسيا قبل عام. فقد وقفت أمام أوروبا موحدة، وحلف ناتو يشهد توسعاً، وقلة من الحلفاء الجيوسياسيين، واحتمال مواجهة أربعة سنوات أخرى من علاقات سيئة مع واشنطن في ظل رئاسة هيلاري كلينتون.
إنجازات أما اليوم، يقول فيليبوف، تمكن جيش بوتين من مساعدة الحكومة السورية على استعادة حلب، وخلص تقرير صادر عن سي آي أي إلى جهود بذلها قراصنته للمساعدة في انتخاب دونالد ترامب الذي وعد بإلغاء التزامات أمريكية تجاه أوروبا، وتحسين العلاقات مع روسيا.
وفي واشنطن ولندن وبرلين وباريس، تنتشر اليوم أفكار عن أخبار كاذبة، وبروباغندا على الطراز السوفياتي، باستثناء أن الناس يصفون تلك الأشياء بأنها عبارة عن "هجمات فضائية وتسريبات ويكيليكس". وسوأ أكان الكرملين متورطاً أم لا في جميع تلك الأشياء، كما يقول غربيون، تعد روسيا حالياً مصدراً رئيسياً لفوضى جيوسياسية. وذلك يمثل، بالنسبة لبوتين، انتصاراً.
تجار فوضى في ذات السياق، قال غليب بافلوفسكي، مستشار سابق لبوتين، في لقاء حديث: "طبيعي أن يفضّل الكرملين تلك الأجواء من الفوضى. ولأننا تجار فوضى، فنحن نبيعها. وكلما كان هناك مزيد من الفوضى في العالم، كان ذلك أفضل للكرملين".
تكتيكية وموقتة ولكن، وبحسب فيونا هيل، باحثة في معهد بروكيغنز، ومساهمة في تأليف كتاب عن الزعيم الروسي إن "نجاحات بوتين تكتيكية ومؤقتة. فقد كان ولسنوات، زعيم الاضطرابات الجيوسياسية. وكانت الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس أوباما قوة مزعومة، ونتيجة لذلك، كانت هدفاً سهلاً. ولكن إن كان بوتين قد ساهم فعلاً في فوز ترامب، فلربما سلَّم أيضاً رأسه لأكبر منافس".
أرضية المفاجآت وأضافت هيل: "كانت أرضية المفاجآت والإدهاش مسرحاً لبوتين والكرملين لعبا فيه طوال السنوات العشر الأخيرة. ولكن اليوم، لم يعد الحال على ما كان عليه. سيكون ترامب أكبر ناشر للفوضى، وعندها ستكون روسيا بحاجة للولايات المتحدة كشريك وصديق، ومن ثم كقوة محايدة تركز على الداخل وحسب. ولا أحد يدري إن كان ترامب سيحقق تلك الأمنيات".
فوز تكتيكي ولطالما تحدث بوتين عن حاجة روسيا المعاصرة إلى أصدقاء. فخلافاً لما كان يجري خلال الحرب الباردة، تحاول روسيا اليوم تحويل النظام العالمي وفقاً لإيديولوجيتها. وروسيا ليست بحاجة لثورة عالمية، بل هي بحاجة لتحويل وظيفتها من سيد في نشر الفوضى إلى جاذب لشركاء تجاريين. وفي هذا السياق، يقول آندري كوليسنيكوف، زميل رفيع في مركز كارنيغي في موسكو: "قد يبدو فوز ترامب بمثابة نصر تكتيكي لبوتين، ولكنه يأتي أيضاً في إطار توقعات مبالغ بها. فإن العجز عن توقع ما ستأتي به رئاسة ترامب، قد يكون خطيراً".
ألاعيب وبحسب بافلوفسكي، يكمن الخطر في كل تلك الألاعيب الروسية، في كونها تؤدي لتكوين أعداء ضمن أشخاص ذوي ذكريات قديمة. وهنا يكمن اللغز في وجهات نظر بوتين. فقد يستمتع زعماء روس وهم يشهدون لهاث الغرب وهو يبحث عن أدلة على تدخل الكرملين في شؤونه، ولكن موسكو لا ترغب بتحمل مسؤولية ذلك.
خطر كبير ولذا قال مسؤول روسي رفيع، تحدث مشترطاً عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخول له التصريح لوسائل إعلام إن "اقتناع بعض الأشخاص بأن روسيا عملت لصالح دونالد ترامب شيء مخيف. وعلى المدى البعيد، هناك خطر كبير من الاعتقاد أن روسيا قد تتدخل في انتخابات بعض الدول". ويقول فيليبوف إن ذلك ما يفسر سعي بوتين ومساعديه لإخفاء حماستهم للإدارة الأمريكية الجديدة، في العلن، على الأقل.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up