رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

إنه يحث بنا الخطى.. فهل سنلاحقه !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الولع بالمظاهر والاهتمام المبالغ فيه بالشكليات، والرغبة في إبهار الآخرين بما تتمتع به من أهمية، تشكل العديد من سلوكياتنا العامة، وتفسر النزعة الاستهلاكية التي تشكو منها، والتي جعلت من السلع واقتنائها غاية لا وسيلة معيشية أو ضرورة حياتية مهمة، وإنما حولتها إلى واجهة ووجاهة اجتماعية.

ومعلوم مدى أضرار هذه النزعة على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي لما تسببه من إرباك وحرج حين يحاول شخص أو أسرة أن يبدو في مناسباته الاجتماعية على غير ما هو عليه وضعه المادي الحقيقي، وآثار ذلك تبدو أكثر وضوحا من أن تحتاج إلى مزيد إيضاح.

إلا أن المسألة تبدو كارثية على المستوى الوطني العام حين تتدخل هذه الصفة أو النزعة في تحديد السلوك العملي التنفيذي المسؤول. لقد شرفتني الظروف بأن أكون قريبا من أحد ولاة الأمر، ورأيته عن قرب، في مجلسه وفي قصره وفي سفره وفي حله وترحاله، وأشهد أنني طيلة سنوات عدة لم أره يحشد حوله جيشا من المرافقين والسكرتارية، فباب قصره مفتوح على مصراعيه، وهو في سيارته يسافر ويتنقل وحده سوى تراتيل من القرآن تنطلق من جهاز السيارة تصاحبه أينما سار. لذا، أتعجب من مسؤول يحيط نفسه بجيش من السكرتارية، أبوابه وأذناه موصدة إلا في وجه خاصة خاصته. وقد أتيحت لي مرة زيارة مجلس الشورى، وقد أبهرني المكان بفخامته، وبما يحيط به من هالة تجعل من يراه يظنه في بلد آخر لتنائيه حتى في موقعه عن كل ما يحيط به.

ومن أعجب الأمثلة التي تندرج في هذا السياق أن بعض كبار المسؤولين في الخطوط السعودية حتى عندما يزمعون السفر تجدهم يمرون عبر صالة التنفيذيين التي تقود سياراتهم حتى سلم الطائرة، بدلا من المرور بصالتي الوصول والمغادرة العاديتين لاختبار الإجراءات فيهما على الطبيعة وفي الواقع وتلمس احتياجات الناس وما ينقصهم من خدمات، ومدى صلاحية النظم الإجرائية المتبعة، وعدم الاكتفاء بما يرفع إليهم من تقارير تؤكد لهم بأن الأحوال على أحسن ما يكون، ثم نفي ما يرد على صفحات الصحف من شكاوى المواطنين.

أقول هذا ولا أحب أن يفهم ما ذكرته عن مجلس الشورى أو خطوطنا وإدارات مطاراتنا على أنه أمر ينفردان به دون سائر المؤسسات، وإنما هما نموذجان عشوائيان لا أكثر ولا أقل. إلا أن القاعدة العامة هي أننا يجب أن ننزل بالتنفيذيين قليلا من أبراجهم العاجية، ليكونوا أقرب إلى نبض الواقع، وأكثر قربا من معاناة الناس حولهم ليكونوا أكثر التصاقا بهم وبها.

وفي النهاية يجب أن تترسخ في أذهانهم قاعدة تقول إن المنصب تكليف وليس تشريفا. إنه مسؤولية، وتعب وتفكير، وعمل متواصل، وليس مكافأة، أو استراحة تقاعد.

إضاءة

*****

نحن الكاملون في كل شيء، ولا شيء ينقصنا، وأما من ينتقدنا فهو حاسد، وأن هذا (الحاسد) منا.. فهو مأجور أو تابع ذليل لغيرنا ممن يحسدوننا، أو ممن يكيدون لنا. سلماننا حفظه الله - نسف وينسف تماماً هذا المنطق، ويؤكد بالدليل القاطع خطأه واعوجاجه.!

خاتمة

******

إنه يحث بنا الخطى.. فهل سنلاحقه !

منذ أن تقلد مسؤولية قيادة المملكة في هذه الظروف المحلية والإقليمية والدولية الصعبة والشائكة، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحث بنا الخطى المتسارعة في ملاحقة المتغيرات ومواجهة التحديات واستباق المتوقع من الأحداث ونتائجها، داخليا وخارجيا، في سباق لا يكاد يهدأ يوما، حتى تكاد مواقفه ينسي آخرها تاليها.

إلا أن السؤال الذي كثيرا ما طاف بذهني هل نستطيع أن نلاحق خطواته – وفقه الله وأيده – وهو يقودنا بهذه الخطى الثابتة المتسارعة؟دعونا نشمر عن سواعد الجد لأن خطواته الموفقة – بإذن الله – لن تهدأ طالما العالم يركض بهذا الإيقاع!

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up