رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

غابـة الفساد "العالمية " الشائكة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

والحق أن الحديث عن الفساد باب واسع لا توفيه هذه المساحة حقه. وهو ليس بحديث سعودي خاص ــ أقول هذا خوفا من هواة الحديث عن خصوصيتنا ــ ، بقدر ما هو مشكلة عالمية. والمملكة ليست استثناء في هذا بين دول العالم، لكن ما يثير القلق حين يحدث في مجتمع يعتمد القيم الإسلامية كمعايير سلوكية وأخلاقية وهي قيم تدعو إلى حسن الخلق ومخافة الله سرا وعلنا في كل ما نفعله. وعليه فإن وجودنا بين دول العالم من حيث استشراء الفساد يبدو متناقضا ومفارقا لحد الغرابة لما نعلنه صباح مساء عن تطهرية مجتمعنا، علما بأن تعريف منظمة الشفافية يكتفي برصد الفساد المالي والإداري حسب التعريف الذي يعتمده، وهو استغلال الموقع الحكومي لأغراض شخصية، رغم أن للفساد أشكالا متعددة ومتنوعة.
وحتى في إطار هذا التعريف ــ رغم محدوديته ــ فإن للفساد الإداري صورا عديدة لا يمكن حصرها في قالب، ولكن يمكن التمثيل لأبرزها مثل الواسطة والرشوة، واستغلال السلطات الوظيفية التي تتجسد ضمن مجالات عدة في الانحراف في العقود الحكومية والمناقصات والأنشطة والأراضي الحكومية والاختلاس وسرقة المال العام، وتجاوز الأنظمة واللوائح وخرقها. ورغم أنه لا أحد أو جهة تستطيع أن تؤكد الحجم الحقيقي لسائر أنواع الفساد لسريتها وعدم الفصح عنها، بل والتكتم حتى على ما يقع منها في يد الجهات الرقابية، إلا أن سجلات المباحث الإدارية تحفل بقائمة لا يستهان بها من قضايا الفساد الإداري بجميع أنواعه، وتم تخصيص رقم مجاني ــ أيضا ــ للاتصال بالجهاز للإبلاغ عن أي موظف يحاول ابتزاز الآخرين بالرشاوى.هنا الـداء ودواؤهكلنا يدرك ولا شك بأن ما يقع تحت يدي المباحث الإدارية إنما هو غيض من فيض، وأنه في حجمه يماثل الجزء الظاهر من جبل الجليد، وأنه من حيث النوع يمثل أقل وأبسط أشكال الفساد الإداري. وحسنا فعل قرار إنشاء هيئة مكافحة الفساد حين نص صراحة وبما لا يقبل التأويل، بأن المساءلة ستطال المسؤولين بغض النظر عن مناصبهم، وأنه لا أحد سيكون بمنجاة من المساءلة أيا كان موقعه.

arrow up