رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

الاعتدال كمنهج وسلوك في السياسة السعودية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الاعتدال كسلوك.. يرتكز على قاعدة من القيم الأخلاقية. المرشدة .. تنتج سلوكا معتدلا. وما يرسخ هذه المنهجية الملموسة في السياسة السعودية الداخلية والخارجية والتي من خلالها استطاعت المملكة العربية السعودية أن تحقق هذه اللحمة العظيمة لأبناء المجتمع السعودي والذي يحسدنا عليه الكثير ولله الحمد والمنة، ومن جانب آخر فقد رسخ هذا المنهج الثقل السياسي على المستوى الاقليمي والدولي للمملكة العربية السعودية. و يدرك المؤرخون مند أقدم العصور أن جزيرة العرب و لطبيعة تكوين مجتمعاتها لم تعرف التوحد سوى مرة واحدة في تاريخها مند أقدم العصور فهي موزعة بين كتل و كيانات أقليمية جهوية و قبلية متفرقة، أو بين أحلاف و تحالفات داخلية و خارجية، لم تتوحد في كيان سياسي واحد يجمع شتاتها سوى مرة واحدة في صدر الإسلام،ثم لم تلبث أن عادت إلى حالتها السابقة من تشردم و تفرق و شتات. وحده استطاع الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – و جزاه عن أمته خيرا ًفي آخرته أن يوحدها و يجمع شتات أهلها و مجتمعاتها في كيان سياسي على أساس متين من شرع الله الذي يوحد و يجمع عقول و قلوب أهلها و ليواصل أبناءه من بعده استكمال البنيان الذي أرسى أسسه و النهج الذي سار عليه دعونا الآن نتقدم خطوة أخرى لنسأل أو نتسائل عن هوية هذه الأسس التي انطلقت منها تجربة التوحيد و التي كانت النطفة التي اشتملت على الأشكال الجنينية للدولة هويةً و مؤسساتاً. فكرة التوحيد في حد ذاتها قاعدة دينية و تعتبر هي المدخل الأول للإيمان بالله. و من هنا فإنها سياسياً و دنيوياً تتجلى في توحيد الدولة المتوزع ولاء أهلها بين الكيانات الجهوية و المذهبية و القبلية، لتذوب الولاءات المتناثرة المتفرقة في مصب هو الدولة القائمة على أساس من الشرع الإسلامي الذي ينظم الحياة الفردية الشخصية و الحياة الاجتماعية العامة و العلاقات بينهما و في هذه التجربة فإن التنمية والتحديث عن طريق العلم هما الوجه الدنيوي أو الإنعكاس التطبيقي العملي للأمر الإلهي للإنسان بإعمار الأرض و الإرتقاء بالحياة فيها إلى يتحقق فيها الأمر الإلهي بالعدل و الإحسان لكل حي و شئ في هذه الأرض. سلمت ودام عزك يا وطني…

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up