رئيس التحرير : مشعل العريفي

انتخابات اتحاد القدم ،وأطباق روزويل،وأشياء أخرى..

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بعد أن تابعنا انتخابات إتحاد كرة القدم الأخيرة ، بات التساؤل عن ألغاز أطباق "روزويل" و رسوم كهوف "تاسيلي" أكثر قابلية للإجابة من التساؤل عن الأساس الذي يعتمد عليه الناخب في إتحاد القدم لاختيار مرشحه.!! فهل توجد لدى الناخب – الذي هو مندوب عن ناديه – قناعات شخصية بالمرشح؟ ، أم أنه جزء من ممارسة تحزبية ما؟ ، أم أنه هناك زيارات للمرشحين للأندية لحشد التأييد و توزيع الوعود؟ ، أم أنه – ببساطة – يتمثل رأي كل نادي في شخص رجل واحد ، بغض النظر عن مشورة مجلس إدارته؟ - و هو ما ترجحه الديناميكية التي جرت بها الإنتخابات الأخيرة.
 
و ما سبق لا يعني وجود أي اعتراض على من آلت إليه رئاسة الإتحاد ، فهو مهندس يستطيع التعامل مع البدائل الصعبة و مواجهة التحديات ، و قيادة منظومة الإتحاد و لجانه و تطوير و هندسة سبل سير العمل بها. بل لعله الأنسب حاليا  في  مرحلة تخصيص الأندية – من أجل الحفاظ على ثباتها و استقرارها و تحقيق النجاح المطلوب.
و لكن المتابع الجيد لانتخابات إتحاد القدم التي عقدت مؤخرا سيرى معي أنها كادت أن تتعقد لتدخل كمشروع قرار ترجيحي لدى الأمم المتحدة ، أو حالة فض حيرة يتخذها مجلس الأمن.
 
حيث تنافس أربعة مرشحين على رئاسة الإتحاد ، وتمت المنافسة الرهيبة على مجمع انتخابي بعدد 42 صوتا توزعت في جولة الإنتخابات الأولى كما يلي: 15,14,12,1 . و بما أن اي أحد منهم لم يحصد ثلثي الأصوات ، فتمت جولة الإنتخابات الثانية بثلاثة مرشحين. تلك الجولة التي فقد "خالد بن معمر" 30% من أصواته التي ذهبت بلا عودة له كطائرة دخلت في مثلث برمودا لم تستطع قوة دفعها مقامة جاذبية الارض , لم ينل "سليمان المالك" منها نصيب و اكتفى برفع القبعة و الإحتفاظ بأصواته الإثني عشر ، لتذهب جميعها ل "عادل عزت" بالاضافة الى الصوت الوحيد اليتيم الذي انتقل إليه من "أبو عظمة".
 
تثير هذه الديناميكية في تغير الأصوات و تنقلها من مرشح إلى آخر التساؤل و الحيرة. فكيف تتغير الآراء في وقت قياسي؟ ، و ما السبب الذي غير القناعات ماهو المؤثر الذي غير إتجاهها وكيف غقدت مفاوضات في وقت قصير؟. كان الكثير يتوقع ان يذهب الصوت الذي ذهب ل ابو عظمه في الجوله الأولى الى احد المرشحين الثلاثه دون تغير في الارقام ولم يكن مستحيلا بل ليس ببعيد واحتما كان واردا اكثر على ضوء ما الت اليه الجوله الاولى ان يحصل كل واحد من المرشحين على 14 صوت , والسؤال الأكثر أهمية. لو حدثت الفرضية الثالثة ، ماذا كنا نتوقع لموقف اللجنة ووضع أصوات الاتحاد الخمسة؟ ، هل تتدخل لحسم الموقف بعد إبعادها؟ ، و هل هناك فيتو؟..
لا بد لنا من وقفة لنميز بين العدل و المساواة ، فالمساواة بين الأندية في الأصوات لا تشتمل على أي عدل. فالأندية بتاريخها و بطولاتها و جماهيرها التي هي وقود كرة القدم ، و لا يعقل عدم وجود آلية تعكس رأي جماهير الأندية في إنتخابات الإتحادات. فمشاركة الجماهير في صناعة إتحاد الكرة و إنتخاباته ، بل و لعبها الدور الأكبر في هذا الشأن ، سيضيف تشويقا و متعة كروية لا حد لهما. بالإضافة لكونها فكرة أكثر إنصافا ، فإن مشاركة الجماهير بصورة فعالة سيشعل المنافسة الكروية و الجهد الحثيث الذي ستبذله كل الأندية لرفع شعبيتها أكثر و أكثر ، كما أنه بالطبع سيزيد من حماس الجماهير و انتمائاتهم لأنديتهم مما سيحقق المزيد من الرواج للأندية و المزيد من المتعة للجمهور و المزيد من العدالة و الإنصاف في العملية الإنتخابية.
 
و قبل أن يتساءل أصحاب الحساسيات و الجدليات عن الآلية العادلة التي نقيم بها الوزن الجماهيري للأندية ، أقترح تدشين بوابة إلكترونية لكل ناد يتم من خلالها حصريا سحب التذاكر ، و يعاد تقييمها و تحليلها كل أربع سنوات ، و يعطى كل ناد وزنه و حقه في إنتخابات الإتحادات بناءا على بيانات ثقله الجماهيري المحسوبة إلكترونيا. كما أنه من الضروري أن يمنح كل ناد من 100 إلى 500 من جماهيره بطاقة ناخب ينتخب من خلالها أعضاء الإتحاد من النادي. و يكون عدد الأعضاء يمثلون وزن النادي في الإنتخابات ليدلون بأصواتهم في اختيار الرئيس بناءا على قناعاتهم و ثقة كل منهم في مرشحه ، حتى لا تتكرر أحجيات الإنتخابات الأخيرة و ألغازها المثيرة.

arrow up