رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

سوق العمل "السعودي"حالـة فريـدة و قفزة في الظلام !؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

المجتمع السعودي ، مجتمع قديم يتميز بالإستمرارية ، إلا أنه منفتح على غيره من المجتمعات . وقد نجحت الدولة الحديثة التى أرسى الملك عبدالعزيز ، طيب الله ثراه ، أسسها منذ عام 1351 هـ ـ 1932م ، فى ترسيخ المبادىء التى ضمنت إستمرارها ، وفى دمج المجموعات السعودية بعد أن كانت متجزئة . ومنذ توحيد وإرساء أسس الدولة الحديثة ، كان نمط الحياة الإجتماعية يسير بوتيرة هادئة ومستقرة ، إلى أن جاء عام (1390هـ) ، حيث وضُعت أول خطة للتنمية تغطى الفترة حتى عام (1395هـ) ، ثم تلتها خطة خمسية ثانية (1395 ~ 1400) هـ ، ثم خطة خمسية أخرى ... وهكذا . وقد زاد دخل المملكة من البترول مع بداية السنة الثانية من الخطة الخمسية الأولى ، وإستمر ذلك بنسب تصاعدية ، ومع بداية الخطة الخمسة الثالثة (1400 ~ 1405) هـ بإستراتيجيتها القائمة على التركيز على الإنسان السعودى وتوفير متطلباته ورفع مستواه الإنتاجى والمعيشى ، وتوسيع دائرة التنمية لتشمل المدن الصغيرة والقرى . فتزايدت الطموحات والإستثمارات الهائلة ، مما أفضى إلى إحداث تغيير شامل ومذهل فى مرافق المملكة ونشاطاتها ، مما ترك أثره وإنعكست تأثيراته على أفراد ومؤسسات المجمتع . وقد كان التحول والتغير الذى حدث حاداً وشاملاً وسريعاً ، ويعتبر حالة فريدة ربما لم يسبق لأى مجتمع آخر أن عاشها . قفـزة فى الظـلام : *************** فحتى ما قبل عام 1364هـ ، كان مجمل دخل المملكة أقل من (4) ملايين دولار أمريكى سنوياً ، حيث إرتفع سنة 1364هـ فبلغ (85) مليون دولار ، وفى ذلك الحين كان ما يقرب من 90% من السكان يعيشون على الرعى والزراعـة . وإرتفع إنتاج النفط متدرجاً إلى أن وصلت إيرادات المملكة إلى (516ر261) مليون ريال سعودى فى العام 1400/1401هـ . ونشأت بفعل التوسع الحاجة إلى القوى العاملة غير السـعودية ، لعدة أسباب ، على رأسها بالطبع هو تنفيذ برامج كبيرة فى مختلف مجالات التنمية ، ولم تكن الخبرة الوطنية كافية لإنجازها ، فأخذت العمالة غير السعودية تزداد كل عام عبر خطط التنمية المتتالية . ولاشك فى أن عدم التنسيق بين الجهات المعنية بالتخطيط للقوى العاملة والجهات المشرفة على إعداد هذه القوى كان من ضمن أسباب اللجوء إلى إستقدام العمالة الأجنبية ، كما ويمكن إضافة عامل آخر وهو عدم دخول العنصر النسائى سوق العمل . إضافةً إلى عاملين آخرين أحدهما هو عدم إقبال الأفراد السعوديين على بعض الأعمال الفنية المهنية مثل السباكة والنجارة وأعمال البناء والصيانة للإعتقاد السائد بأنها غير لائقة إجتماعياً ، وينظر لها نظرة سلبية . أما الآخر فهو المبالغة فى الإعتماد على الغير فى تصريف وإنجاز الأعمال ، حيث سادت قيم وثقافة التبطل . الواقـع والتحديات : ****************** *عدم التنسيق بين الجهات المعنية بالتخطيط للقوى العاملة هو الباب الذى تسللت منه العمالة الوافدة . *طوفان العمالة الوافدة يعتبر من أكبر مهددات الأمن الثقافى . * الثقافات الوافدة تتصارع سـلمياً لزرع مفردات قيمها فى المجتمع السـعودى . * تفضيل بعض أصحاب العمل للعمالة الوافدة يؤثر سـلباً على المردود الإنتاجى للعامل السعودى . * فى ظل التنافس غير الشـريف ببيئة العمل ، ليس أمام العامل السعودى غير الإنسـحاب .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up