رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

اللامركزية هى الصيغة الأنسب لتحقيق أهداف 2030

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

على القارئ أن يذكر بأننا قلنا من قبل ونحن نحاول أن نتحدث عن الموقع الجغرافى السياسي للمملكة ، من خلال التعرف على بعض ملامح شخصيتها الجغرافية ، بأن المملكة كيان قاري يحتل أربع أخماس مساحة شبه جزيرة العرب ، بمساحة تقدر بأكثر من مليون وربع المليون كيلو متراً مربعاً .

مثل هذ الكيان القاري ولا شك يحتاج إلى إبتداع صيغ غير تقليدية ، أو هو على الأصح يحتاج إلى آليات بمواصفات خاصة لإيصال الخدمات الضرورية إلى مواطنيه فى هذه الأصقاع المترامية الأطراف .

إذن فاللامركزية هى الصيغة الأنسب .

ولكن كيف ؟ .

هنالك صيغ عديدة لتحقيق اللامركزية التى تهدف فى النهاية إلى تقليص الظل الحكومي ، وإشراك المواطنين فى ادارة شؤون حياتهم اليومية .

إلا أن الصيغة التى اختارها ولاة الأمر والمتمثلة فى نظام مجالس المناطق تظل هى الصيغة الأكثر ملائمة لمجتمعاتنا وفى هذه المرحلة بالذات ، وفى المستقبـل المنظور .

إلا أن الوقت قد حان ، فيما نظن ، لأن تطور هذا النظام بما يلبى احتياجات المجتمع والدولة معاً ، ويمكننا من مواجهة تحديات المرحلة والمستقبل .

فحين تضع فى الاعتبار أن عدد طلاب مراحل التعليم الأساسية من الجنسين فى المملكة مثلاً ، يفوق عدد إجمالى مواطني بعض دول الخليج العربية ، ويفوق عدد نظرائهم فى هذه الدول بأكملهم ، وحين تضع فى الحساب حجم المساحة بالمملكة ، ستجد انه من الصعب أن يشرف وزير التعليم من مكتبه فى الرياض على شؤون الطلاب بهذا المرحلة فى خميس مشيط ونجران والإحساء وحفر الباطن وعرعر والقريات وتبوك والمدنية المنورة بشكل جديد .

وأن مكاتب الوزارة فى المدن الكبرى بالمناطق لا تستطيع أن تفعل شيئاً مفيداً طالما هى منزوعة الصلاحيات ، طالما هذه الصلاحيات تتمركز فى رئاسة الوزارة بالعاصمة ، إذ أن هامش حرية إتخاذ القرار يظل هامشياً وبلا جدوى حقيقية أمام هذه الفروع .

لذا أقترح أن تلعب مجالس المناطق دور الحكومات المحلية فى مختلف المناطق ، وبنفس التقسيم الإدارى الحالى للمملكة ، ولا يهم الإسم الذى سنطلقه على هذه الحكومات المحلية ، وإنما يجب التركيز على الصلاحيات الممنوحة لها ، وهامش حرية إتخاذ القرار المتاح أمامها .

هذا الذى قلناه لا يقتصر على التعليم فحسب ، بل ويشمل كافة الخدمات التى تقدمها الدولة لمواطنيها مثل الصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها من الخدمات .

وحتى تؤدى هذه اللجان عملها بالصورة المطلوبة فإنها يمكن أن تكون تحت الإشراف المباشر لأمراء المناطق الذين يرأسونها كحكومات محلية ، مع التوسع فى إختصاصاتها ، وضم كافة المؤسسات التى يدخل عملها أو يتداخل مع صلاحياتها ومجالات عملها .

أما الوزارات المركزية ذات العلاقة بعمل هذه اللجان فيمكن أن يكون داعماً وراعياً لها ، دون أى تدخل مباشر فى أعمالها وخططها وبرامجها ، إلا ما إتصل منها بالخطط والبرامج الاستراتيجية العامة للدولة . "2030 "

إضاءات هادفة :

**************

* أنا لا أخشى علي الإنسان الذى يفكر وإن ضل لأنه سيعود إلى الحق ولكني أخشى علي الإنسان الذى لا يفكر وإن اهتدى لأنه سيكون كالقشة في مهب الريح.!

* ثمّة مشكلة، أو سمِّها معضلة فكرية، لا أدري متى نتخلَّص منها، أو كيف نتخلَّص منها؟ .. وتتمثَّل هذه الآفة في قدرتنا على تبسيط أصعب القضايا الكبرى وتسطيحها بهذا الشكل المريع.
والله من وراء القصد ،،،

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up