رئيس التحرير : مشعل العريفي

كيف استطاع النفط الصخري الأميركي أن يحمي نفسه من صدمات السوق الدولية ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: يسعى الأميركيين لحماية سوقهم من صدمات السوق الدولية، حيث أعلنت وكالة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيرتفع خلال العام 2017 إلى 9 ملايين برميل يومياً كما توقعت أن يتابع الإنتاج الأميركي ارتفاعه في العام 2018 إلى 9 ملايين و300 ألف برميل يوميًا.
وحسب تقرير نشره موقع «العربية نت»، يعرف الأميركيون أنهم لن يتمكنوا من الوصول في الظروف الاقتصادية والعلمية الحالية إلى اكتفاء ذاتي بالطاقة، لكنهم نوّعوا إنتاجهم بضغط كبير من الإدارة الأميركية، وحسّنت شركات صناعة السيارات من أداء المحركات، ونرى الآن أن هناك عددًا أكبر من السيارات، لكن الأميركيين ما زالوا يستهلكون النسبة ذاتها تقريباً أي 19 مليون برميل يومياً.
لكن اللافت أن شركات النفط الأميركية تمكنت من خلال استراتيجية مالية بعيدة المدى من حماية ذاتها من الإفلاس، ففي خضم أزمة انهيار الأسعار العام 2015 وبداية العام 2016 وصل سعر برميل النفط الخام في السوق الدولية إلى ما دون 30 دولاراً وهذا يعني بالنسبة إلى منتجي النفط الصخري إنتاجاً بدون ربح، فتكلفة البرميل الأميركي تتخطّى 20 دولارًا في الغالب.
وتعرّض إنتاج النفط الأميركي خلال العامين الماضيين لصدمة كبيرة، بدأت من تعويم السوق الدولية مع تراجع الاقتصاد الصيني وزيادة إنتاج النفط في إطار مجموعة الدول المنتجة للنفط أوبك، وخلال هذا التعويم تراجع إنتاج النفط الأميركي إلى 8 ملايين و500 ألف برميل يومياً وتراجع عدد منصات الإنتاج خصوصاً إنتاج النفط الصخري إلى ما دون 500 منصة لكن عدد المنصات عاد للارتفاع خلال الأشهر الماضية.
لكن توجّهات أوباما تسببت بأزمة ثقة كبيرة بين واشنطن والدول العربية المنتجة للنفط خصوصًا دول مجلس التعاون الخليجي، لأن الولايات المتحدة اعتبرت دائمًا هذه الدول شركاء استراتيجيين وأن تدفق النفط عبر الخليج وحماية مضيق هرمز مصلحة استراتيجية أميركية، وبدت في لحظة وكأنها تخلت عن ذلك، بالإضافة إلى هذا وذاك أثبت الرئيس الأميركي أنه مستعد للقبول بأنظمة تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين مثلما في مصر وبدت بنية الصداقات بين الدول العربية وأميركا وكأنها انهارت.
واشنطن عادت الآن إلى الشرق الأوسط، ويمكن القول إن ذلك حصل رغمًا عنها، فقد اضطرت للاعتراف بالحكومة المصرية الجديدة برئاسة عبدالفتاح السيسي، واضطرت للعودة إلى العراق لمنع تمدّد داعش، وأبقت أسطولها في الخليج العربي، وفهمت أنها لن تتمكن من الاكتفاء من الطاقة، بل تستطيع فقط حماية سوقها من الصدمات، والمنطقة تبقى استراتيجية بقدر ما هي ضرورية لحماية استقرار الأسواق العالمية.
ومع دخول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض سيشعر الرئيس الجديد بالحاجات الأميركية ذاتها، لكنه شخصية مختلفة، وسيرى على الأرجح أن بلاده أكثر أمانًا مع إنتاج نفطي عالٍ ومتين يتحمّل الصدمات، وهذا سيعطيه سببًا آخر ليفاوض من موقع القوة مع أصدقائه في المنطقة.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up