تجميل القبح ! تزييف الواقع !

قبل عدة سنوات استعدت بلدية إحدى المحافظات لاستقبال مسؤول كبير في المنطقة بسفلتة الطريق الذي سيسلكه وتزيينه بالأشجار والأزهار وزراعة المسطحات الخضراء، وكتبت للمسؤول يومها أقترح عليه أن يعدل مسار طريقه فيدخل المحافظة من غير الباب الذي أعد لاستقباله، لكن اقتراحي لم ينفذ ما جعلني أدرك أن الهدف ليس رؤية الحقيقة بقدر ما هو القيام بزيارة ترفرف فيها الأعلام وتتمايل فيها المباخر!
اليوم أقرأ عن زيارة مرتقبة لسمو أمير منطقة عسير لإحدى المحافظات، لكن بلدية المحافظة لم تزرع المسطحات الخضراء وتنثر الورود في طريق المسؤول الكبير، بل لجأت لتلوين المسطحات بالألوان الخضراء الصناعية، فلا زرع كسبته المحافظة من تجميل الزيارة ولا أثر سيبقى!
طبعا التجميل والتجمل في المناسبات عادة قديمة وتتجاوز المظهر إلى المخبر، فبعض المستشفيات والمدارس الأهلية والجامعات والمرافق الصناعية تتجمل موسميا للحصول على شهادات الجودة والتصنيف أو تجديدها، فلا جودة فعلية حصلت هنا لأن النوايا ليست سليمة وليست حقيقية!
ولو كانت النوايا سليمة وحقيقية لاكتسبوا الجمال الحقيقي ولظفروا بالنجاح الفعلي وكسبت هذه المرافق وأعمال مسؤوليها رضا الناس دون الحاجة لتجمل زائف يغطي الندوب ويخفي العيوب!
وإذا كنا نعيب على من يتجملون بالمساحيق الزائلة، فإننا نعتب على من يسمحون لهؤلاء المتجملين بتسويق القبح جمالا.!
نقلا عن "عكاظ"