رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

«الحضارات النووية القديمة»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بسبب أعمارنا القصيرة يصعب علينا تصور الأحقاب الجيولوجية القديمة.. ففي حين لا يتجاوز تاريخ الانسان العاقل 200 ألف عام (وتاريخنا المكتوب والمعروف ثلاثة آلاف عام فقط)؛ تشكلت الأرض قبل 4,5 مليارات عام، وانقرضت الديناصورات قبل 65 مليون عام (أي قبل ظهور الانسان ب63 مليون عام على الأقل)، في حين حدثت خمسة انقراضات جماعية كبيرة قضت على معظم الخلائق قبل أن تعود الأرض للحياة من جديد فسبحان الله (.. وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده)..
أجناس بشرية كثيرة سبقتنا في الظهور والانقراض يقدرها العلماء بأكثر من 22 جنساً.. وكان إنسان النادرتيال هو آخر الأجناس التي عاصرت أجدادنا (كما تثبت المقابر المشتركة) ولم ينقرض إلا قبل 35 الف عام فقط رغم أن وجوده على الأرض استمر لمليون ونصف المليون عام!
.. كل هذه الحقائق تم التأكد منها من خلال قياس الطبقات الجيولوجية ومقارنة الاحافير الحيوانية ودراسة الهياكل العظمية المتحجرة، ناهيك عن النصوص والتفاسير الدينية التي تصف حال الأرض قبل خلق آدم عليه السلام!
.. والآن؛ توقف قليلا لتتأمل الأرقام البليونية السابقة؛ ثم اسأل نفسك ما الذي يمنع ظهور حضارات صناعية متقدمة (في عصور ما قبل التاريخ) تشابه حضارتنا الصناعية الحالية التي لا يزيد عمرها على 300 عام فقط!؟
.. ما دعاني أصلا لكتابة هذا المقال شرائي لكتاب بعنوان "الحضارات النووية القديمة" للباحث البريطاني ليندون ميدث يناقش هذا الاحتمال.. وكان أكثر ادعاءات ليندون جرأة أن البشر سبق وأن دمروا أنفسهم بحرب نووية شاملة قبل 30 مليون عام (وأفترض أنه لا يعني جنسنا الحالي كون عمرنا على الأرض أقصر من ذلك بكثير)!
ويسرد ليندون دلائل كثيرة على حدوث حرب من هذا النوع من بينها وجود آثار إشعاعية في هياكل بشرية متحجرة في سيبيريا ومنغوليا وشمال الصين، ناهيك عن تزجج الرمال في بؤر عالمية مختلفة تشي بحدوث انفجارات مركزة فوقها...
وحسب معرفتي المتواضعة لا تعد فرضية ليندون الأولى من نوعها.. فبعد تفجير أول قنبلة ذرية في نيومكسيكو (في 16 يوليو 1945) لاحظ علماء الجيولوجيا أن نتائج التفجير على الأرض تتشابه مع مواقع قديمة تعاني من نفس الأعراض.. ففي الهند والصين وسيبيريا توجد مناطق تظهر عليها آثار انفجاريات نووية عتيقة لايعرف لها أصل.. كما توجد بؤر عالمية يبدو واضحا تأثرها بالإشعاعات الذرية والراديوية لم تكن قابلة للحياة في حقب معينة!
وقبل إلقاء الأميركان قنابلهم الذرية على هيروشيما ونجازاكي لم ينجح العلماء في تفسير ظاهرة غريبة لوحظت في عقد الثلاثينيات في صحراء كوبي الصينية.. فبعض التلال الرملية هناك تحولت الى زجاج بسبب حرارة عالية لم يعرف مصدرها في ذلك الوقت.. ولكن حين تحولت رمال نيومكسيكو إلى زجاج مماثل بعد أول انفجار ذري افترض العلماء أن تلال كوبي تزججت بعد حرب نووية مماثلة!
.. وفي حال فكرنا بذهنية مفتوحة نكتشف أن إنجاز أول سلاح نووي في عصرنا الحديث لم يتطلب اكثر من 34 عاما فقط (وتحديدا منذ اكتشاف تركيب الذرة عام 1911 وحتى تجربة نيومكسيكو عام 1945) وبالتالي ما الذي يمنع حدوث حروب نووية قديمة خلال الأربعة والثلاثين مليون عام الماضية!؟
.. وكما أخبرتك في بداية المقال؛
أعمارنا القصيرة تمنعنا من استيعاب الأعمار الجيولوجية القديمة..
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up