رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

يا الله

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من فراسة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: أن (ضمضم بن قتادة) من بني عجل٬ ولدت له زوجته ولدًا أسود٬ فاستنكر وشق عليه ذلك وهّم بقتلها٬ وبلغ ذلك رسول الله فاستدعاه وسأله: هل لك من إبل؟!٬ قال: نعم٬ وسأله عن ألوانها٬ فقال: منها الأحمر والأسود وغير ذلك٬ وسأله: كيف يكون ذلك؟!٬ قال: إنه عرق نزع٬ فأجابه: وهذا كذلك عرق نزع٬ احفظ عليك زوجتك فهي طاهرة عفيفة.
وبعد فترة أتت لحيهم بعض العجائز٬ فقلن لضمضم: إن أم جدة زوجتك كانت امرأة سوداء٬ فقال: الحمد أنني سمعت كلام رسول الله ­ انتهى.
ونحن نقول: (إن العرق دساس)٬ والآن أثبت العلم المعاصر في توارث الأجنّة: أن الصفات والأشكال والألوان٬ قد يرثها الابن حتى من سابع سابع جد.
ومن رحمته عليه أفضل الصلاة والسلام: بدلاً من لها: بل أنت (حسانة المزنية) ­ قال ذلك لأنه أراد أن يسبغ عليها اسما جميلاً أن قدمت عليه امرأة٬ وسألها: من أنت؟!٬ فقالت: أنا (جثامة المزنية)٬ فتذكرها وتبسم قائلاً (جثامة)٬ حيث إن معناه كان قبيحا.
وأخذ يلاطفها قائلاً: كيف أنتم٬ كيف حالكم٬ كيف أصبحتم بعدنا؟!٬ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله٬ ولما خرجت سألته (عائشة) رضي الله عنها قائلة له باستغراب: ومن هذه العجوز التي تقبل عليها كل هذا الإقبال؟!٬ قال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة٬ وإن (حسن العهد) من الإيمان يا عائشة.
وبعد ذلك جاء في الحديث عن عائشة: إن مكارم الأخلاق عشر: صدق الحديث٬ وصدق اللسان٬ وأداء الأمانة٬ وصلة الرحم٬ والمكافأة بالصنيع٬ وبذل المعروف٬ وحفظ الذمام للجار٬ وحفظ الذمام للصاحب٬ وقرى الضيف٬ وعلى رأسهن الحياء.
وفي الحديث عن (ابن عباس): يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء٬ أنيابها بادية وخلقتها مشوهة٬ فتشرف على البشر٬ فيقال: أتعرفون هذه؟٬ فيقولون: نعوذ بالله من معرفة هذه٬ فيقال: هذه الدنيا التي تناحرتم عليها٬ بها تقاطعتم الأرحام٬ وبها تحاسدتم وتباغضتم واغتررتم٬ ثم يقذف بها في جهنم٬ فتنادي: أي رب أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول الله عز وجل: ألحقوا بها أتباعها وأشياعها ­ انتهى.
وجاء في حديث آخر: قبل قيام الساعة يرسل الله ري ًحا باردة طيبة٬ فتقبض روح كل مؤمن٬ ويبقى أشرار الخلق يتهارجون تهارج الحمير٬ وعليهم تقوم الساعة ­ انتهى.
أرجو ألا أكون أنا واحدًا من هؤلاء الذين يتهارجون.
نقلا عن "الشرق الأوسط"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up