رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الجمل
علي الجمل

" التشدد الديـني "

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما نتصفح أجهزتنا الإلكترونية والتي أدمناها إلى حد (( أن تأخذ من وقتنا الوقت الكثير والجهد المرهق لأعيننا وأجهزتنا العصبية )) حتى أن الأسرة عندما تذهب إلى المطعم سوية تجد الأب على جهازه والأم على جهازها والأبناء على اجهزتهم فأين التواصل والحميمية ؟
لكن ما يرهقني أكثر هو بعض الفتاوى المتشددة وذلك عبر سماعي لبعض المشايخ " حديثي العلم الشرعي " إن صح مجازاً ان أطلق عليهم هذا المصطلح نظراً لتخبطهم وتشددهم وضيق أفقهم من فتاوى كانت تختلف من عصر إلى عصر وهو ما ادعو لكل متصدر للفتوى أن يعي عصره الذي هو فيه ويصَدر فتاواه بعد إنزالها على الأحاديث الصحيحة لإدراك (( فقه الواقع )) ويعرف كل صغيرة وكبيرة في كل ما يطلقه من فتاوى وهل عمل دراسات وابحاث مستفيضة على الحديث الصحيح الذي من شروطه (( ما رواه عدل تام الضبط وسالم من الشذوذ والعلة القادحة )) .
 
أنظر إلى خريجي الأزهر أحياناً إلى آفاق علمهم وإنزاله المسائل على المذاهب الأربعة ، بدل ان ينساق الى مذهب واحد ينزله على جميع البشرية وللأسف الشديد ظهر لنا مشايخ مميعين للدين كالشيخ (( ميزو )) ومن على شاكلته كفتاوى بتحليل الرقص بحضور إحدى اشهر الراقصات وكالشيخ الذي افتى برضاعة الكبير متعدياً الحولين الكاملين الذين انزلهم المشرع الكريم ومن يطبل من المشايخ الذين استخدموا الدين كذريعة لفتاوى على أمزجتهم الشخصية ليرضوا بها كبرائهم. وهل ادرك هؤلاء المشايخ والمتصدرين للفتوى طبيعة فقه الواقع وطبيعة كل مذهب وكل قُطر من أقطار المسلمين ( وهَّلم جرى ) من فتاوى رعناء ومتشددة أهملت علم الحديث و الجرح والتعديل ) في الحديث عن الراوي عندما يتدارسوا نقله بقولهم عن الراوي أنه (( عدل تام الضبط ، وسالم من الشذوذ والعلة القادحة )) إلاَّ أنني أرى أنه كذا وكذا فيعطوه حقه من كل شيء عدلاً ورأياً . إلاَّ أن بعض فقهاء الشيعة ( كالخميني ) ومن على شاكلته من التشدد في مذهبهم على حسب أهوائهم وأمزجتهم . ويستحيل في المذهب السلفي أن نقول كما يقول بعض المتشددين – ضيقوا على أهل الكتاب في الطرقات . فهل الإسلام يدعو للحرية والفكر والتعامل الإنساني الراقي وهل يعمل العقل أم يقصى الآخر ، قال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ { .. الآية . وختاماً ايها المتشددون والمتصدرون للفتاوى تعاملوا واقتدوا بعلماء المملكة العربية السعودية بتأسيس هيئة للإفتـاء ، ولا يتم إصدار أي فتوى إلاَّ بعد إجماع هيئة كبار العلماء – وفقهم الله – وسدد خطاهم – هذا هو التوازن والعقل ( ودمتم بحب ) .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up