رئيس التحرير : مشعل العريفي
 بدر بن سعود
بدر بن سعود

البصمة العلاجية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في أواخر الربع الأول من العام الحالي نشرت دراسة مهمة في مجلة ساينس الأمريكية، وفيها تم إكمال خارطة الجينيوم البشري التي صدرت في 2003، فقد كانت قبل ذلك ناقصة بنسبة 8%، وهو ما سيمكنها من الكشف عن التنوع الجيني لقرابة ثمانية مليارات إنسان حول العالم، ومعالجة الأسباب الجينية للأمراض وليس الأعراض، بالإضافة إلى تحديد الأدوية المناسبة لكل شخص حسب جيناته.

الباحثون في جامعة أكسفورد تمكنوا، منذ حوالى خمسة أشهر، من الوصول لأضخم شجرة عائلية للآدميين، والعجب أنها تعود في أنسابها الأولى لأكثرمن مئة ألف عام، وهذا يجعل قيمتها الديموغرافية والإنثروبيولوجية والآثرية وبالتأكيد البيولوجية عالية جداً، مع ملاحظة أن بنوك البيانات الجينية المرجعية لا تهتم بالعرب والأفارقة، وتعتمد في الغالب على عينات من أوروبا الغربية وأمريكا ودول الشرق الأقصى، والتفضيل يكشف ازدواجية المعايير في دول العالم الأول.

جاء في صحيفة الغارديان البريطانية مؤخراً، بأن تحليل الحمض النووي يكشف عمر صاحبه المتوقع، والأمراض الخطيرة التي قد تصيبه، ومعها حالته النفسية وما يؤثر في قراراته، وأن بعض القادة الأوروبيين منزعجون من فحوص كورونا التي أجروها في روسيا قبل الأزمة الأوكرانية، ويعتقدون بأن بوتين قد يستخدمها ضدهم في حرب بيولوجية ذكية، فالحمض النووي يؤخذ من سوائل الإنسان وأنسجته، ومثلما أن التكوين الجيني للشخص يساعد في تحضير دواء يناسبه لوحده، فإنه قابل للاستخدام في صناعة سلاح بيولوجي يؤذيه ولا يؤذي الآخرين. الناس في الخليج متعلقون بالأنساب، ويرسلون عيناتهم إلى شركات أجنبية لمعرفة ارتباطاتها وأصولها التاريخية، والممارسة بدأت في 2001 وما زالت مستمرة، مع أنها لا تفيد في تحديد الأنساب إلا إذا توفرت عينات جينية من مجتمع الشخص نفسه، ووفق الجينوغرافيك المرجعي لناشونال جيوغرافيك، والذي قام بتحليل عينات دولية ضخمة من الحمض النووي لأكثر من عشرة أعوام، فإن أصحاب الأصول العربية لا تتجاوز نسبتهم في لبنان 24%، وفي مصر 17%، وفي تونس 4%، وفي المقابل، تصل نسبتهم في إيران 56%، وفي إثيوبيا 11%، وفي القوقاز 9%، وفي إندونيسيا 6%، وفي جورجيا 5%، وكلها أرقام غير متوقعة أو واقعية.

الأنسب، في رأيي، أن نركزعلى أمور أهم من مجرد البحث في الأنساب القديمة، ومشروع الجينيوم البشري السعودي يهتم بهذا الجانب، ويعتبر الأبرز في الشرق الأوسط، واستطاع في أكتوبر 2020 أن يوثق ما يزيد على 7500 متغير للأمراض الوراثية الآدمية في المملكة، من بينها، سرطان القولون والثدي والدماغ وأمراض القلب والسكري، والأمراض العصبية والتوحد، ويوجد في الطب الحيوي اختبار يستخدم في عمليات الحقن المجهري، ويعرف باختبار المورثات السابق للانغراس، وهو يعمل على اختيار الأجنة الأقل احتمالاً للإصابة بالأمراض الوراثية، وبدون تعديلات جينية، وتصل أرباحه السنوية إلى 14 مليار دولار، وربما احتاجه القائمون على الجينيوم السعودي.

نقلاً عن "عكاظ"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up