رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خلف الحربي
خلف الحربي

كل 12 يوما

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نجح أبطالنا من رجال الأمن من جديد في صد شرور إحدى الخلايا الإرهابية، إذ تم قتل أفرادها والقبض على واحد من أخطر المطلوبين الأمنيين، وقد أوضح بيان وزارة الداخلية أن المملكة تتعرض لهجوم من هؤلاء الإرهابيين كل ١٢ يوما، ما يعني أن مشكلتنا مع الجماعات الإرهابية مستمرة وقد تزداد تعقيدا ما لم نتعامل مع هذه القضية بكل جدية. وحين نقول بكل جدية فإننا لا نعني إطلاقا بأن الدولة والمجتمع يأخذان قضية الإرهاب على سبيل المزاح، ولكن الملف كله متروك لوزارة الداخلية التي أصبح رجالها مضطرين للدخول في هذه المواجهات شبه الأسبوعية دفاعا عن وطنهم ومجتمعهم، دون أن تنظر بقية المؤسسات والجهات والأفراد إلى الأسباب المختلفة التي تقود فئة من شبابنا إلى هذا النفق المظلم، والتي قد تكون أسبابا ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية، ومواجهة هذه المشكلات سوف يقود حتما إلى تفكيك جزء كبير من المشكلة، ولا نقول حلها تماما. وقد يكون من أسباب تردد الكثيرين في الذهاب إلى أبعد مدى في مسألة اقتلاع جذور الإرهاب والتطرف خوفهم من أن تمتد هذه المسألة إلى إجراءات تهدد هويتنا الإسلامية، وهذا وهم كبير، لأن التشدد والتطرف والانغلاق المؤدي في بعض الأحيان إلى الإرهاب هو التهديد الأكبر للهوية الإسلامية، وأحد أهم أسباب تشويه صورة الإسلام في كل مكان في هذا العالم. وقد يقول المترددون: ها هي تونس - مثلا - تشهد بشكل دائم انخراط بعض شبابها في الجماعات الإرهابية رغم الاختلافات الاجتماعية. فنقول إن تونس لها أسبابها الكثيرة الخاصة بها، مثل الانتقال المفاجئ من التطرف العلماني إلى التطرف الديني، وهذه مسألة لها ثمنها، أو يقول آخرون: ها هم شباب أوروبا ينخرطون في الجماعات الإرهابية رغم أن مناهجهم التعليمية تختلف تماما عن مناهجنا التعليمية. ونقول هنا إن أغلب المتورطين الأوروبيين في قضايا الإرهاب من أصول عربية أو إسلامية، ويعانون من أزمة حادة في الهوية. القصد أن الإرهاب في كل مجتمع مثل البصمة الوراثية تختلف أسبابه وجذوره وإن تشابهت عناوينه الفكرية، ونحن - في الغالب - نعرف جذور الإرهاب في مجتمعنا ولا يفيدنا كثيرا التلكؤ والتردد والبحث عن الأعذار والحجج والوقائع الموجودة في المجتمعات الأخرى لدعم سياسة إخفاء المشكلات تحت السجادة، فإذا لم نتحل بالشجاعة الكافية لتغيير واقعنا فإن معدل هجوم إرهابي كل ١٢ يوما سيرتفع بالتأكيد وستتطور أساليبه بطرق أكثر تدميرا وأشد تأثيرا، والله يحمي البلد وأهله من كل مكروه.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up