رئيس التحرير : مشعل العريفي

بدر بن سعود: مشاهير السناب كرسوا للابتذال وانتقلوا بالمجتمع إلى عوالم التهريج والطبخ والاستعراض

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : قال الكاتب الدكتور بدر بن سعود ، أن السناب يتسيد المشهد السعودي على الإنترنت فهو المكان الأنسب لأي معلن ولتجارة مربحة وأن مشاهير السناب ينافسون مشاهير الفن والرياضة وقد يتفوقون عليهم وهم يقدمون في المتوسط عشرة إعلانات كل يوم وبقيمة إجمالية تصل إلى 85 ألف ريال في اليوم ومليونين وخمسمائة وخمسين ألف ريال في الشهر.
عوالم التهريج والطبخ والاستعراض
وأوضح في زاوية "همزة بدر" المنشورة اليوم الخميس في صحيفة الرياض ، أنهم يمثلون قدوات اجتماعية لمن يتابعهم من الجنسين و يؤثرون في منظومة القيم وعادات وتقاليد المجتمع ومفاهيم التربية الصحيحة.
وأشار بن سعود إلى أنهم انتقلوا بالرأي من عالم القضايا الكبرى والأفكار والطروحات الجادة إلى عوالم التهريج والطبخ والاستعراض وكرسوا للابتذال ولثقافة الاستهلاك القائمة على التقليد ، وأن الدولة يفترض أن تعمل على وضع تنظيم لمحتوى إعلانات المشاهير مدفوعة القيمة بما يضمن مصداقيتها وبحيث تكون هناك تراخيص مقيدة برسوم عن كل مادة إعلانية وشرطة إلكترونية تتابع المخالفات والآداب العامة وتعاقب المتجاوزين وتقدم تقارير دورية توضح نسبة المحتوى الضار وما تم بشأنه .
الواقع الغبي الذي تسود فيه التكنولوجيا
وتابع : " إن مفهوم قادة الرأي تعرض لتغير جذري في بداية القرن الحالي، وتحديداً بعد قيام منصات التواصل الاجتماعي، وانتقال الرأي من عالم القضايا الكبرى والأفكار والطروحات الجادة إلى عوالم التهريج والطبخ والاستعراض، أو إلى ما وصفه ألبرت آينشتاين بالواقع الغبي الذي تسود فيه التكنولوجيا، ولعل هذا ينسجم مع مجموعة من المفاهيم التي قامت عليها السوشيال ميديا، ولدرجة اعتبرت معها الإثارة ولباس المرأة الفاضح حرية شخصية، وأصبحت مشاركة التفاصيل اليومية الحميمة مع ملايين الناس من علامات التحضر، وتشاركت عوائل كاملة في صياغة محتوى فارغ وبلا وجهة أو هدف على شبكات التواصل، وتحولت لسانيات الكمبيوتر وأدب التسكع الإلكتروني والسمعة الافتراضية والهوية الرقمية، إلى أبجديات مرجعية في قواميس العالم الثالث.
الإحصاءات لا تكذب ولا تجامل
واستطرد : " الإحصاءات لا تكذب ولا تجامل، وكلها تشير إلى أن السناب يتسيد المشهد السعودي على الإنترنت، فهو المكان الأنسب لأي معلن ولتجارة مربحة جداً، ونجومه ينافسون مشاهير الفن والرياضة، وقد يتفوقون عليهم، وهم يقدمون في المتوسط عشرة إعلانات كل يوم، ويكون الإعلان على شكل ستة سنابات مدتها دقيقة، وبقيمة إجمالية تصل إلى 85 ألف ريال في اليوم ومليونين وخمسمائة وخمسين ألف ريال في الشهر، ومداخيل من هذا النوع لا يمكن أن تتحقق في مكان آخر، وفي المملكة أكثر من 9 ملايين مستخدم سنابي نشط، ما بين مقدم ومستهلك محتوى، ويشغل السعوديون المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في هذه المنصة، و52 في المئة من هؤلاء أعمارهم أقل من 25 سنة.
قدوة
وأشار بن سعود ، إلى أن المؤثرين أو من يستحسن البعض تسميتهم بالموصلين في مواقـع التواصل، يمثلون قدوات اجتماعية لمن يتابعهم من الجنسين، والمعنى أنهم يؤثرون في منظومة القيم وعادات وتقاليد المجتمع ومفاهيم التربية الصحيحة، وهؤلاء المشاهير يتصدرون المنابر الاجتماعية ويمثلون ظاهرة إنسانية غير مسبوقة، فقد تمكنوا من حرق المراحل والوصول إلى الشهرة والانتشار في وقت قياسي وبسرعة الصاروخ، واعتمدوا قواعد جديدة أسستها لعبة الإعلام الاجتماعي، وكفلت بموجبها البقاء للأجمل في مظهره الخارجي، أو لأصحاب التصرفات الشاذة وغير المعتادة والصادمة، أو من يمارسون سلوكيات اجتماعية غير مألوفة، ثم تأتي جهات محترمة ومهمة وتستثمرهم في إعلاناتها، وبعضها لا يلتفت إلى المحتوى الذي يقدمه المشهور في سناباته، وكل ما يهم هو إعداد متابعيه والمتأثرين به، والثابت أن الصورة الذهنية عن الجهة المعلنة تتأثر بما يقدمه المؤثر أو الموصل بشكل عام.
ابتذال
وأوضح أن حجم الابتذال في منصات التواصل وخصوصاً سناب شات غير معقول، ومن بين المؤثرين متورطون في الترويج للمخدرات والأعمال المخلة، والسنابات تكرس لثقافة الاستهلاك القائمة على التقليد، ويفترض أن تعمل الدولة على وضع تنظيم لمحتوى إعلانات المشاهير مدفوعة القيمة بما يضمن مصداقيتها، وأن تكون هناك تراخيص مقيدة برسوم عن كل مادة إعلانية، وشرطة إلكترونية تتابع المخالفات والآداب العامة وتعاقب المتجاوزين، وتقدم تقارير دورية توضح نسبة المحتوى الضار وما تم بشأنه.
واختتم مقاله قائلاً : " حتى لا أطيل، مشاهير السناب في الغالب ليسوا أكثر من تجار للوهم، وسفـراء لمثاليات بعيدة عن الواقع، والفلاتر التي تجمل أشكالهم، تفعل الشيء نفسه مع ما يعرضونه على معرفاتهم، والثقة فيما يقدمونه غباء مطلق .

arrow up