رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.بدر بن سعود ال سعود
د.بدر بن سعود ال سعود

رئيسي ليس إلا روحاني بعمامة سوداء

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قبل ثلاثة أيام انتخبت إيران رئيسها الثامن إبراهيم رئيسي، والانتخابات تحمل الرقم 13 في تاريخ دولة الملالي، وقد تنافس فيها سبعة مرشحين تمت الموافقة عليهم بمعرفة مجلس صيانة الدستور، وانسحب ثلاثة من هؤلاء لمصلحة رئيسي، أو هذا ما يبدو على الأقل، لأن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية والبيت الأبيض وألمانيا يعتبرون أن الانتخابات مفبركة وتمت في أجواء قمعية، والمنافسة استقرت على أربعة مرشحين، وحسمها رئيسي بفارق 15 مليون صوت عن الجنرال السابق في الحرس الثوري محسن رضائي، ومن صوّت في الانتخابات 28 مليون من أصل 59 مليون يحق لهـم التصويت، ورئيسي سبق وأن دخل انتخابات 2017 أمام روحاني وخسرها، وهو بلا خبرة في السياسة الخارجية، وليس في ذلك عيب، فهذه الأمور تدار بمعرفة المرشد والحرس الثوري.
القادم الجديد إلى رئاسة إيران شارك ضمن لجنة الموت في سنة 1988، أو خلال الفترة الثانية لحكومة علي خامنئي المرشد الحالي وعندما كان الخميني مرشداً، واللجنة متهمة بإعدام آلاف المعارضين لنظام الملالي بصورة جماعية، والرئيس الجديد مدرج في قائمة الإرهاب من قبل إدارة ترمب، ومنظمة العفو الدولية تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ولا نعرف إذا كان بايدن سيخرجه مثلما فعل مع وكيله الحوثي.
مواقف رئيسي لا تختلف عن روحـاني في مفاوضات النووي، وروحاني أقنع أوباما وحصـل على اتفاق وربما ينجح رئيسي، وكلاهما رفض مناقشة القضــايا الإقليمية، ودعم بلاده للميليشيات الارهابيـة في أربع عواصم عربيـة، بالإضافة لملـف الصواريخ البالستية، والحوثي استخدم 900 صاروخ من هذا النوع في استهداف الأراضي السعودية، والمشكلة الأساسية مع طهران تبدو في تصرفاتها السلبية، كما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإلا فإيران دولة جارة ومن المصلحة أن تكون العلاقات معها طيبة.
رفع العقوبات الدولية ومفاوضات فيينا حول النووي مهمة لإيران، ووفق إحصاءات البنـك الدولي، فقد تراجع معدل نمـو الاقتصاد الإيراني بنسبة 17 % في آخر ثلاث سنوات، وارتفعت أسعار المساكن بنسبة 40 %، وتدهورت العملة الإيرانية لتفقد 85 % من قيمتها مقابل الدولار، ووصلت معدلات البطالة لما نسبته 20 %، وتجاوزت الخسائر النفطية حاجز المئة مليار دولار، وأصبح أكل اللحوم ترفاً لا يستطيعه غالبية الإيرانيين، علاوة على أن إيران من أكثر دول الشرق الأوسط تأثراً بفايروس كورونا.
في السياسة الفارق كبير بين الأقوال والأفعال، ولعل الحالة الإيرانية تقدم مثالاً جيداً، فهم يقولون ولا يلتزمون، وهناك منطق يحكم فلسفة تعامل الأميركيين مع إيران، وهو أن رفع القيود عن المتطرف سيجعله أقل تطرفاً، وهذا المنطق ليس صحيحاً دائماً، فالتجربة التاريخية تؤكد بأن التطرف الأيديولوجي لا يعمل بصورة عقلانية، وبالتالي فتغير إيران وارد في المرحلة المقبلة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون تغيراً إيجابياً.
نقلاً عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up