السعوديون مرضى نفسيين !؟

ما يدرينا ربما يأتي من يقول وهو واضعاً رجلاً على رجل : بأن جميع السعوديين مرضى نفسيين !؟ الأمور لا تطلق هكذا اعتباطاً وبعجالة فثمة أمور تخضع لمعايير علمية وإحصائيات دقيقة وإلا أصبحت مجرد عبث وهرطقات أشبه بحديث المجالس ! مناسبة هذه المُقدمة لفتني ما حدث من لغط وجدل على خلفية ما يُتداول عبر وسائل التواصل بأن طبيبة أو إخصائية نفسية لا فرق تقول : أن واحداً ما بين كل ثلاثة سعوديين قد تعرض (لمرض نفسي) !؟ لا ندري قد يكون خانها التعبير فالمرض النفسي له أعراضه وتبعاته الشديدة بوصفه اضطراب في الشخصية قد يُؤدي لاختلال وإرباك نمط الحياة بالكلية وفي الغالب يستدعي مراجعة المصحات النفسية لأخذ الجلسات السلوكية وربما العلاجات الدوائية وغيرها لاستكمال دورة العلاج والشفاء وقد تستوجب الحالة التنويم .. الأجدر بها أنها قالت بأن ما بين كل ثلاثة أفراد شخص واحد مر بأزمة أو عارض نفسي مؤقت لفترة وجيزة فالجميع بلا استثناء يمرون بضائقة اجتماعية وتعكر المزاج لأي سبب لجهة ضغوط الحياة وبعض المنغصات كوفاة عزيز أو أزمة مالية أو حتى اختلاف مع مدير أو زميل عمل أو إخفاق في أمر ما ما تجعل الشخص يصاب بالأرق والضيق وربما الحزن بعض الوقت وسرعان ما يتجاوزها ويستأنف يومياته المعتادة وتلك من الناحية العلمية والطبية لا تعتبر من جملة الأمراض النفسية على سبيل المثال لا الحصر كالاكتئاب والوساوس القهرية وغيرها تجدر الإشارة : لا حرج أو عيب لمن يصاب بمرض نفسي لكن يجب ألا تطلق الأمور بهذا الارتجال والاقتضاب خصوصًا إذا تأتت من أطباء ومختصين يُعتد بكلامهم وقد تُؤخذ على محمل الجد وتلك لا شك لها تداعياتها المجتمعية !