رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

السفر (سُكتم بُكتم) مُتعة .. فهل نستطيع !؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ وقت لم يعد السفر شيقاً وماتعاً وتحديداً منذ هيمنة (وسائل التواصل!) التي أصبحت توأماً لصيقاً لا يفارقنا .. فلمجرد أن تطأ أقدامنا أي مدينة سياحية وقبل أن نكتشف معالمها وملامح جمالها إلا وامتشق الأبناء (جوالاتهم) فهذه ابنتك تُرسل إنستغراماً لزميلاتها وصديقاتها وهذا ابنك يُرسل سنابات لإصدقائه وأقاربه تباعاً ونفس الشيء بالنسبة لوالدتهم المصونة ! فيصبح الحال سنابات وإنستغرامات متوالية على مدار الساعة فيمضي الوقت وتُجهض المُتعة قبل ولادتها وإذا بنا نعود أدراجنا فكأننا والحالة هذه نسافر ونتكلف مالاً وعناءً لأجل إمتاع الآخرين افتراضياً وهذه حقيقة فنحن بالفعل نُكرس أنفسنا للبث المُباشر لتنقلاتنا و(نُرحلها) للآخرين خطوة بخطوة ومنظراً إثر منظر ومقهى تلو المقهى أو المطعم لا بل ونُشركهم لمُشاطرتنا مأكلنا ومشربنا وبرنامجنا اليومي وبالتفصيل وفي خضم ذلك ننسى إمتاع أنفسنا! لذا أُوصي كل من يريد أن يستمتع بالسفر أن يحظر على أبنائه اصطحاب (الجوالات) أثناء الخروج وعلى رأسهم جوال والدتهم بوصفها ربما الأكثر تصويراً ونشراً ! ويُستثنى جوال رب الأسرة للاستخدام الضروري فقط وبكلمة أخرى : السفر على طريقة الطيبين "سكتم بكتم" بالتأكيد سوف تستشعرون بمتعة السفر الحقيقية عدا ذلك عليكم بالسفر (الافتراضي) وادخار أموالكم وتعبكم أي الاكتفاء بالتجول حول العالم عبر "النت" أو ما يُرسل إليكم من صور ومقاطع سفريات الآخرين ! السؤال : هل يُوافق الأبناء على الاستغناء عن أجهزتهم الذكية وبالأخص (والدتهم !) فليكن ذلك ... فلعلها فرصة وذريعة وجيهة لإسكات تضجرهم وإلحاحهم على السفر ! السؤال الأهم : هل نستطيع إنفاذ هذا الشرط خصوصاً ونحن نعلم أن توثيق السفر والتباهي به وربما (التبجح) لجهة الآخرين أضحى بالنسبة للبعض وللنساء تحديداً مُتعة قد لا تُضاهيها مُتعة حتى لو كان ذلك على حساب افتقاد إمتاع الذات فضلاً عن استنزاف المال !؟

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up