رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

صراع الهويات والهوية الوطنية السعودية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تعتبر الهوية الوطنية أهم محددات الشخصية الإنسانية في عالمنا اليوم. حيث أصبحت «الدولة» أو «الوطن» الوحدة السياسية المعترف بها في النظام العالمي المعاصر. فعدم الانتماء لوطن يعني وبكل بساطة العيش خارج سياق العالم. ومن هنا اكتسبت الهوية الوطنية أهميتها. وعندما نتحدث عن الهوية الوطنية فإننا لا نعني بطبيعة الحال حقيقة ولادة الإنسان على أرض وطن ما. وإنما نقصد استشعار الإنسان لهذه الحقيقة والانطلاق منها في تعامل الإنسان مع محيطيه القريب والبعيد. لقد من الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد المباركة بوطن إسمه المملكة العربية السعودية بعد رحلة كفاح طويلة تجاوزت الثلاثين عاما من قبل مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ورجاله. وكانت هويتنا الوطنية أكبر مكتسبات هذه الوحدة. فنحن نتنتمي لوطن شرفه الله من أوجه ثلاثة: الدين، واللغة، والتاريخ، دينيا، فقد شرفه الله بأنه مهبط آدم وحواء، ومقر أول بيت وضع للناس والذي بناه إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام، ومنطلق رسالة الإسلام الخالدة. ولغوياً، كانت أرض هذه البلاد المباركة أرض اللغة العربية وتطور الخط العربي. أما تاريخيا، فمنذ أكثر من ثلاث مئة عام وهذه الدولة المباركة تنشر العدل والسلام والرخاء سواء بين أفراد شعبها أو حتى للعالم الأوسع. ويكفي أن نتأمل اليوم هذا الدور العالمي المحوري سياسياً واقتصاديا وإنسانيا للمملكة العربية السعودية في عهد خام الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. إن هذه الهوية الوطنية بصفتها أهم مكتسبات توحيد المملكة العربية السعودية، والتي جعلت من الوطن الغالي بوتقة انصهار لجميع مكوناته الاجتماعية تحتم علينا المحافظة عليها وتعزيزها والدفاع عنها ضد أي مهددات لها. ويهمني هنا العولمة وما يرتبط بها من ثورة إعلام واتصال وما أفرزته من تحديات للهويات الوطنية. فالهويات الأصغر أيا كانت سواء أكانت مناطقية أو قبلية يجب أن تكون دوائر انتمائية أصغر تذوب في النهاية في الهوية الوطنية التي تشكل هويتنا الأكبر كسعوديين. كما أن الهويات الأممية أيا كانت يجب ألا تطغى على هويتنا الوطنية أو تهددها، لا سيما -ولله الحمد والمنة- أن وطننا الغالي هو ممثل العروبة وممثل الإسلام. لكل هذا، يجب أن تكون هويتنا الوطنية هي المنطلق لبقية الدوائر الائتمانية. فقد أخذ حكام هذه البلاد المباركة على عاتقهم نصرة الإسلام، والدفاع عنه، وخدمة الحرمين الشريفين وبقية المسلمين.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up