رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

ماذا لو كان كوكبنا مجرد خلية ضخمة؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في مقال بعنوان "من يجزم بعدم حياة الصخور" أبديت حيرتي من تعريف الكائن الحي (كون كثير من صفات الأحياء تنطبق على الجمادات كالنار ودورة المياه وتسبيح الصخور)؟
قلت فيه إن علم الأحياء يصف الكائنات الحية بأنها: "كائنات قادرة على النمو والتكاثر وتحتاج الى غذاء وطاقة وهواء وماء".. وهذا التعريف ينطبق بلا شك على الغوريلا والبغبغاء وأسماك القرش، ولكنه لا يصبح دقيقا حين نتحدث عن الفيروسات والإسفنج وبكتيريا الأعماق، بل وحتى النار التي تملك ست صفات حية.
وقلت حينها إن علماء الأحياء لا يشكون في أن البكتيريا "كائنات حية" كونها "وحيدات خلية" تملك كل هذه المواصفات، ولكن تظل المشكلة في الفيروس الذي يقف في منتصف المسافة بين الأحياء والجمادات.. فهو من جهة قادر على الانقسام والحركة واستنزاف طاقة المستضيف؛ ولكنه من جهة أخرى ليس خلية بل مجرد جزيئات محاطة بغشاء بروتيني (الأمر الذي يفسر عدم تأثره بالمضادات الحيوية كالبكتيريا)!!
... السؤال الذي يهمنا اليوم هو: ماذا لو كان كوكبنا بأكمله مخلوقا حيا؟
... الصينيون يؤمنون بوجود (عروق) أو مسارات حيوية في الأرض يسمونها (لونج مي) أو طرق التنين.. تتقاطع وتتشابك في نقاط أرضية معينة تظهر فيها أو في مياهها خصائص "البركة" أو القدرة على الشفاء. وهم مثل الهنود والإغريق قديما كانوا يؤمنون بأن الأرض كائن حي يبذل جهده لمساعدة الإنسان وإخراج ما يطلبه من ماء وغذاء!!
.. وكنت قد قرأت قبل فترة خبرا عن تجربة قام بها علماء فرنسيون أثبتت أن للصخور حياة من نوع غريب؛ فالذبذبات الكهربائية فيها تتفاوت خلال أوقات اليوم.. فهي ساكنة في الليل وهادئة في الصباح ونشيطة قرب الظهر وهو ما يمنحنا فهما جديدا لقوله تعالى «وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم»…
وفي الحقيقة هناك آيات كثيرة يخاطب بها الله الأرض ككائن حي، أو على الأقل مخلوق يشعر ويحس مثل قوله تعالى:
«فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها».
«وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا».
«وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت».
و«لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس»..
ولو تأملنا حال الأرض جيدا لاكتشفنا أنها لا تتصرف فقط ككائن حي (يملك صفات الحياة المذكورة في كتب الأحياء) بل وتملك ميزة التجدد والتأقلم وتقبل إنبات الزرع وتحليل الموتى وبلع المياه وتفجير النفط، وحماية نفسها من الأشعة الكونية الخطيرة.. وحتى حين تمر بظروف سلبية تعالج نفسها من آثار التلوث والكوارث البيئية وتصدر قبل حدوث البراكين والزلازل ذبذبات كهرومغناطيسية تشعر بها الحيوانات فتهرب من مواقع الخطر!!
المدهش فعلا أنك حين تتأمل حجمنا ومقدارنا في الكون ستكتشف في النهاية أن كون كوكبنا ليس أكثر من خلية ميكروبية تعيش على طرف بعيد ومهمل من مجرة صغيرة تدعى درب التبانة..
درب التبانة التي تضم لوحدها 200 مليار نجم، ضمن مائة مليار مجرة أمكن التعرف عليها.. حتى اليوم. نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up