رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الرشيدي
محمد الرشيدي

التجربة الروسية.. طوروها!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تجربة ثرية كانت لي إعلامياً أثناء حضوري فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار التي انعقدت وبنجاح وللعام الثاني على التوالي، رغم الظروف التي سبقت انعقادها ومراهنة الكثيرين على فشلها، بعد أن ساومت بعض القنوات العالمية والصحف العالمية.
اللاعب الأهم من وجهة نظري والأبرز إعلامياً في المبادرة هو الإعلام الروسي، نعم تواجدهم كان مختلفاً، وممثلا بقناة RT أو ما كانت تعرف بقناة روسيا اليوم، كان الروس حريصون على إبراز السعوديين عبر قناتهم الشهيرة، تحدثت مع أحد مسؤولي القناة، ووجدت مدى الغبطة والفرح لتواجدهم، كانوا يرغبون بظهور أكثر من سعودي عبر قناتهم، وجدوها فرصة إعلامية بالنسبة لهم لا تتكرر، كانوا يعملون بحرية، كان هناك تجاوب وتفاعل سعودي معهم، أحد الروس من أصول عربية، قال لي إننا نجد القيم التي افتقدناها أثناء هجرتنا من الطفولة هنا في بلادكم، لديهم رغبة للارتباط بنا أكثر في تمازج حضاري، لا ننكر أن الموقف السياسي الروسي كان عقلانيا معنا، الروس لم يكونوا مندفعين أو مضمرين لنا أو مستغلين الأزمة كما حدث مع غيرهم.
نحن من المهم أن نعتبر هذه التجربة مهمة لنا، من المهم أن نعقد شراكات إعلامية مع مثل هذه المؤسسات الرائدة، لا نركن أنفسنا بزوايا بعض القنوات العالمية المعروفة، المسألة تحتاج لاستراتيجية إعلامية تعطي الفرصة لأجهزة الإعلام المختلفة للتواصل معنا بحرية، كان الروس يعملون بحرية، كان العديد ممن التقت فيهم القناة يتحدثون دون قيود أو مخاوف، نحن لسنا دولة بوليسية ولله الحمد، نحتاج فقط لأن نكون أذكياء في اختيار الأصوات الإعلامية التي تحرص علينا، التجربة الروسية كانت نقطة تحول من وجهة نظري لمستها على مدى الثلاثة أيام من عمر المبادرة...!!
الأجمل أيضا الخطوة الجريئة والهامة لبلادنا في ترحيبها أيضا ببعض القنوات الفضائية العالمية، بالبث المباشر والحضور لفعاليات المبادرة، رغم إعلانات الانسحاب ورغم الكم الهائل من الهجوم والأخبار السلبية على بلادنا على خلفية قضية الراحل جمال خاشقجي، فلم يتم منعهم، بل إن مسؤولاً ذكر لي أن بلادنا لا تتعامل مع الأجهزة الإعلامية بردات الفعل المباشرة، وإنما العقلانية والشفافية هي الأساس بالتعامل.
لا أنسى وأنا بجوار مندوب وكالة الأنباء الفرنسية لحظة دخول سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اليوم الأول، وحسب ما كان متوقعا والجميع كان ينتظره، أن يسارع لكتابة عنوان خبيث عن تداعيات قضية خاشقجي» ابتسمت في وجهه وقلت الأمر حُسم من فترة بصورة سعودية رسمية وواضحة وأنت لازلت تتكرر في «خضم تداعيات»، رد علي بابتسامة خجولة كالمتوقع.!
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up