رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الرشيدي
محمد الرشيدي

لن نحتاج مذيعة جميلة في المستقبل..!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) بالتعاون مع شركة سوجو الصينية التكنولوجية العملاقة، فاجأتنا بالخطر الإعلامي القادم لمقدمي ومقدمات النشرات الإخبارية بتقديمها أول مقدم لنشرات الأخبار ينتمي للذكاء الاصطناعي في العالم.
ثورة الذكاء الاصطناعي في الإعلام هي الثورة القادمة والمهددة لمهنة الإعلاميين التلفزيونيين والصحفيين وهذه حقيقة، فالبعض كان يتصور أن الذكاء الاصطناعي سيكون تأثيره على مهن معينة وخصوصاً في مجال الصناعات الثقيلة وغيرها، أما أن تصل تداعيات هذه الثورة على الجانب الإبداعي المتمثل بالإعلام، فهنا نحن أمام ثورة بكل ما تعنيه الكلمة، مقدم الأخبار الذي شاهدناه مؤخرًا سيكون بديلاً للجميلات والمذيعين المتميزين، تستطيع تقنية الذكاء الاصطناعي أن تختار أجمل وجه وبالتقنية يمكن تسخير هذه الوجه ليكون مذيعاً مرموقاً ويقرأ النشرات وبدقة عالية وعلى مدار الـ 24 ساعة، ودون كلل أو ملل أو تنافس أو استغلال أو أي أمور بشرية أخرى..!!
الأمر بالفعل غير تقليدي، سنجد انتهاء الأخطاء التي كانت للمذيعين والمذيعات، وسيكون المسؤول عن النشرات مطمئناً، ولكن ما مدى تقبل المشاهد لهذه النقلة الإعلامية الكبيرة، ما شاهدناه مع مذيع وكالة (شينخوا) كان مقبولاً، ولم نكن نتصور أنه بتقنية الذكاء الاصطناعي، لأن ميزة هذه التقنية أنها تستطيع برمجة الكلام على شفاه من يتم اختياره كمجسم لقراءة النشرة، فلا يلاحظ المشاهد أنه أمام تقنية وليس مذيعاً حقيقياً.
الأمر لم يقتصر فقط على ظهور مذيع ليس رجلاً آلياً بطبيعة الحال، فمشروع غوغل بإطلاق وكالة صحفية ضخمة لا تعتمد على البشر، وإنما عبر معالج صحفي إلكتروني يجمع البيانات والمعلومات لإنتاج 30 ألف قصة صحفية شهرية وباستثمار يتجاوز الـ 4 مليارات ريال، وهذا المشروع من وجهة نظري والذي لا يعمل فيه من الصحفيين البشر إلا 5 صحفيين، هو الخطر بالفعل القادم للصحفيين، مثله مثل المذيع الاصطناعي، خصوصاً أن تجربة صحيفة الواشنطن بوست مع الصحفي الروبوت مثيرة وجنونية في الوقت نفسه، فهذا الروبوت استطاع كتابة وتحرير 850 مقالاً، وبدقة عالية ودون أخطاء...!!
لن يكون للوجه الجميل ميزة في القنوات الفضائية، لن نشاهد أخطاء، ستوفر القنوات الفضائية مئات الآلاف من مصاريف الرواتب لمذيعيها المرموقين، سيكون المذيع تحت الطلب على مدار الساعة ودون تكاليف، ونحن كمشاهدين سنرضخ لهذه التقنيات، ولن نشترط ونطالب الفضائيات بمذيعات جميلات ومخارجهن اللغوية جيدة، والحال سينطبق على مجالات عديدة، أتمنى ألا تحل محل أحاسيسنا ومشاعرنا التي ستواجه التقنيات للحفاظ عليها..!!
نقلا عن الرياض

arrow up