رئيس التحرير : مشعل العريفي

من هم الشيرازيون وما هي خلافاتهم مع ولاية الفقيه؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد-صالح حميد: سلطت حادثة اقتحام السفارة الإيرانية في العاصمة البريطانية لندن، من قبل أتباع مرجعية "الشيرازيين" الشيعية، الضوء على ماهية هذه الجماعة وتفاصيل خلافاتهم مع ولاية الفقيه، بالإضافة إلى نهجهم المتطرف في تكفير أهل السنة والجماعة والكثير من الطوائف الإسلامية الأخرى وفقا لـ "العربية.نت".
اقتحام السفارة وجاءت حادثة اقتحام السفارة عقب اعتقال السلطات الإيرانية الأربعاء الماضي، حسين الشيرازي، ابن صادق الشيرازي، المرجع الشيعي الشهير في قم، وذلك بسبب محاضرة سابقة وصف فيها المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي بـ "الفرعون".
ايقاف سيارة حسين الشيرازي وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن عناصر من الأمن الإيراني أوقفوا السيارة التي كان يستقلها حسين الشيرازي في قم، واعتقلته بعنف وانهالت عليه بالشتائم، وألقت عمامته على الأرض ثم نقلته إلى مكان مجهول.
خطبة منشورة عبر "اليويتوب" وكانت المحكمة الخاصة برجال الدين في قم، أصدرت حكما باستدعائه بعد نقد صريح لممارسات النظام الإيراني ومبدأ ولاية الفقيه حيث وصف في خطبة له منشورة عبر "اليويتوب" حكم الولي الفقيه بأنه يعادل حكم "فرعون" شارحا استبداد الدولة الدينية في إيران وأساليبها القمعية ضد المعارضين والمنتقدين وحتى المختلفين معها بالرأي.
استخبارات الحرس الثوري الإيراني وأكدت مواقع مقربة من الشيرازي أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني هي من تقف وراء استدعاء حسين الشيرازي وآخرين من أفراد عائلته خلال الأعوام الماضية، مع تعرضهم المستمر للإهانة والتهديد، بسبب دعوة أسرة الشيرازي إلى استقلال الحوزة عن السلطة السياسية.
الشيرازي الأب والابن هما من أحفاد المرجع التاريخي "آية الله ميرزا الشيرازي" الذي كان في نهاية القرن التاسع عشر حرّم استخدام التبغ في سياق معارضته للاستعمار البريطاني حيث استحوذت شركة "تالبوت" البريطانية على احتكار التبغ في إيران.
رفض ولاية الفقيه وترفض مرجعية الأسرة الشيرازية التي لها أتباع في إيران والعراق والكويت وعدد آخر من البلدان ذات التواجد الشيعي، ولاية الفقيه بشدة وتنتقد حكم المرشد الإيراني علي خامنئي، لكنهم يطرحون أفكارا متطرفة تغذي الطائفية في المنطقة ولا يختلفون بشيء عن خطاب النظام الإيراني من حيث المبادئ الفكرية، بحسب ما يقول منتقدوهم.
"منظمة العمل" الشيرازية واتسع نفوذ أسرة الشيرازي بعد الثورة الإيرانية عام 1979 حيث دعم المرجع محمد الشيرازي الخميني واحتلت "منظمة العمل" الشيرازية التي قادها محمد تقي المدرسي شوارع طهران ونصبوا المشانق لمعارضي الثورة ومن ثم تمددوا بالأجهزة الأمنية الإيرانية كونهم في الغالب من أبناء وأقارب وأتباع المراجع ورجال الدين الإيرانيين الذين ولدوا بكربلاء والنجف في العراق ويحملون الجنسيات الإيرانية.
بعد ذلك نشطت الحركة في المجال الاقتصادي ودخلت بازار طهران وقامت بجمع ملايين الدولارات من أنصارها وتابعيها ومقلدي الشيرازي في إيران والعراق ودول الخليج وانتشرت عدد الحسينيات التي يملكونها في قم وأصفهان.
الخلاف مع خامنئي ثم ما لبث أن دبت الخلافات بينهم وبين النظام الإيراني وبدأ الحرس الثوري يحد من تنامي الشيرازيين بعد ما أيد محمد الشيرازي فكرة مجلس شورى الفقهاء بدل ولاية الفقيه المطلقة بعد وفاة الخميني وهو على غرار الكثير من المراجع يرفض ولاية المرشد الحالي علي خامنئي.
كما كان محمد الشيرازي يعارض فتوى خامنئي بتحريم التطبير (ضرب الرأس بالسيف في مراسم عاشوراء) حيث تم إغلاق حسينيات الشيرازي وتحجيم نفوذه وفرضت الإقامة الجبرية عليه حتى وفاته عام 2001.
المرجع الحالي صادق الشيرازي ويعتبر صادق الشيرازي حاليا هو مرجع الأسرة الأكبر وهو ثالث أبناء مهدي بن حبيب الله الشيرازي، حيث تصدى للمرجعية بعد وفاة شقيقه الأكبر محمد الشيرازي سنة 2001، وكان من المُتوقع أن يتصدى للمرجعية من بعده ابن أخيه محمد رضا الشيرازي غير أنه قتل قبل ذلك في بيته بمدينة قم الإيرانية في 1 يونيو 2008.
صادق الشيرازي وصادق الشيرازي (76 عاماً) ولد في كربلاء بالعراق عام 1942 وقد تم تسفيره إلى إيران في سبعينيات القرن الماضي، وله قناة فضائية باسم قناة "المرجعية" الفضائية وحوالي 18 قناة فضائية و3 محطات إذاعية تروج للتشيع يديرها أتباعه.
تأسيس منظمات وميليشيات عمل الشيرازيون على توسيع نفوذ المشروع الإيراني في المنطقة العربية من خلال اختراق المجتمعات الشيعية في المنطقة وإنشاء منظمات سياسية مذهبية وميليشيات في بعض دول الخليج تحت غطاء العمل الديني وتوسيع الحسينيات حيث استقطبوا الكثير من المناصرين.
"الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" وساهموا بشكل فعال في تأسيس "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين"، و"منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية اللتين تعتبران أهم الحركات التابعة للشيرازية وهذا ما يفسر عدم تبني الكثير من شيعة البحرين والسعودية لفكرة ولاية الفقيه لأن قياداتهم بالغالب شيرازية مثل الإرهابي نمر النمر الذي أعدمته السعودية بعد إدانته بالإرهاب عام 2015 وحسن الصفار من قيادات الحركة الشيرازية بالسعودية.
وبعد الضربة التي تلقاها الشيرازيون في إيران غيروا خطابهم بالخليج وبدأوا يتبنون خطاباً معتدلاً مع الحكومات العربية.
وعاد حسن الصفار للسعودية وتبنى الحوار مع السلفيين والدولة ودخل العديد من شيرازية البحرين في البرلمان وتصالحوا مع الحكومة.
أما النائب الكويتي صالح عاشور الذي يعتبر عراب الشيرازية بالكويت والمشرف على قناة "الأنوار" التي يديرها المليونير الشيرازي الإيراني الأصل، اسماعيل جنتي، فيعتبر وجها بارزا في قيادة هذا التيار هناك.
أفكار مغالية يتبنى الشيرازيون الكثير من أفكار تيار "الحجتية" في إيران الذي يغالي في تقديس أهل البيت إلى حد التأليه وحد تكفير مخالفيهم ويسمونهم "البكرية" و"العمرية" وتكفير أتباعهم ويسمونهم "البترية"، كما يعتبرون سب لم يقل بعصمة أهل البيت "واجب ديني وأخلاقي".
وتعتبر محاضرات مجتبى الشيرازي وياسر الحبيب سردا لنهج الشيرازيين في سب الصحابة جهارا حيث إنهم لا يؤمنون بالتقية في إظهار هذه العقائد بل يروّجون لها عبر فضائياتهم التي أغلقت إيران العشرات منها عام 2014.
التقارب مع السنة ويهاجم الشيرازيون كل من يدعو إلى التقارب مع السنة ويستقطبون الأصوات الشيعية المتطرفة ولهم ماكينة إعلامية ضخمة تحتل حيزا كبيرا في الإعلام الشيعي الحماسي ولهم أنشط الفضائيات في إيران والأكثر انتشاراً في العالم الشيعي.
وبدأ التيار الشيرازي أخيرا بصراعات إعلامية مباشرة مع حزب الله وإيران منذ أربع سنوات، الأمر الذي يعده أنصار ولاية الفقيه خيانة للتشيّع الذي تقوده إيران بالمنطقة.
ويعتبر بعض رجال الدين مثل كمال الحيدري الذي كان من قيادات هذا التيار وانشق عنهم أن بعض القوى العالمية تستغل الشيرازيين وخطابهم المتشدد لإشعال الحرب الشيعية السنية بالمنطقة.
"التشيع البريطاني" ومنذ حادثة اقتحام سفارة إيران في لندن، أمس الجمعة، بدأت وسائل إعلام إيرانية خاصة تلك القربة من الحرس الثوري بهجوم عنيف ضد التيار الشيرازي ووصفته بـ "التشيع البريطاني".
ياسر الحبيب وذكرت وكالة "فارس" في تقرير لها السبت، أن ما وصفته بـ"التشيع اللندني" هو حلقة الوصل بين الشيرازيين والاستعمار البريطاني، وكتبت أن "جماعة الشيرازي التي تترجم أفكارها المنحرفة وتبثها منذ سنين من منابرها الإعلامية وقنواتها الفضائية والتي يربو عددها على خمس عشرة قناة التي تستضيف معظمها بلدان مناهضة لإيران لاسيما قناة "فدك" في لندن بإدارة "ياسر الحبيب".
وأكدت الوكالة أن مجموعة "خدام المهدي" التي قامت أمس الجمعة بالاعتداء على السفارة الإيرانية في لندن، وتسللت إلى شرفة السفارة وأنزلت علم إيران ورفعت بدلا منه علم المجموعة ورفعوا صور الشيرازي وابنه، يتبعون لياسر الحبيب.
للاشتراك في خدمة "واتس آب المرصد" المجانية  أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة "المرصد سبورت"  أضغط هنا

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up