رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالرحمن الراشد
عبدالرحمن الراشد

الجيش في أرض الحوثيين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

مدعو ًما بقوات التحالف، بقيادة السعودية، فاجأ الجيش اليمني الجميع بدخوله وتمدّده في صعدة، أرض الحوثيين ومحافظتهم، كما يعتبرونها. تطور مهم للغاية، حتى إن نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، طار إلى هناك تأكيًدا من الحكومة الشرعية على أهمية المعركة وقيمتها الرمزية أيضا. قبل عام ونصف العام، اعتبر الانقلابيون خروج الجنرال علي محسن الأحمر من اليمن رحلة خروج بلا عودة ونهاية للجمهورية.
لكن تطورات الوضع العسكري على الأرض في اليمن كثيرة ومتزامنة ومهمة، انتصارات على عدة جبهات لقوات التحالف وقوات الشرعية اليمنية. فقد حررت المخافي غرب البلاد، بإسناد جوي وبحري، مكنها من استعادة السيطرة على باب المندب، وفق التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تقدم مهم في مدينة تعز أيضا التي يستمر لتهريب الأسلحة للمتمردين الآتية من القتال فيها شار ًعا شارعا، وكذلك محافظة البيضاء. الجيش اليمني أصبح مسيط ًرا على معظم الساحل الشرقي، الذي كان مدخلاً إيران.
المتمردون يعانون من صعوبة اختراق الحصار البحري، بعد تكثيف نشاط القوات البحرية التي تعترض السفن والقوارب التي تتولى تهريب السلاح. وهذه الانتصارات المتزامنة مهمة سياسيًا، وستشجع الدول الكبرى المترددة على الوقوف مع الشرعية. وسيكون اليمن امتحانًا لسياسة حكومة الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترمب، في مواجهة إيران.
وسياسيًا نشهد تحر ًكا سريعًا، حيث عاد المبعوث الأممي ليقترح هدنة طويلة، والتفاوض على حل سلمي. المتمردون، ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح، يريدون المناورة، وتماطل جماعة الحوثي حتى الآن في القبول بمبادرة السلام الدولية. الحوثيون يصرون على نقل جميع صلاحيات رئيس الجمهورية إلى نائبه،وليس جز ًءا كبي ًرا منها، بما يضعف المبادرة وسيجعلها تذهب أدراج الرياح، وتذهب معها فرصتهم في المشاركة في الحكم. والموقف المتعنت الذي طرأ على مطالب الحوثيين يعبر على الأرجح عن موقف إيران، التي لها الدور الأساسي في إشعال الحرب ودعم كل نشاطات المتمردين، العسكرية والدبلوماسية والدعائية. والإيرانيون يلحون على إشراكهم في المفاوضات، من أجل بيع حلفائهم في اليمن ضمن سلة المقايضة الإقليمية. ولأن الحكومة الشرعية استردت نحو ثمانين في المائة من الأراضي أصبحت خيارات المتمردين محدودة، وبقيت لهم نافذة صغيرة للاستفادة من حل سلمي ينهي الحرب بالتصالح والشراكة السياسية، وستغلق هذه النافذة عندما يصبح الحسم العسكري وشيكاً!
خسائر المتمردين انعكست على علاقتهم ببعض، حيث تتمترس معظم قواتهم في العاصمة صنعاء، حيث اختلف شركاء جريمة الاستيلاء على اليمن على كل أمور إدارة حكومتهم، بما في ذلك ما يسمونه «الصرخة»، التي استعارها الانقلابيون الحوثيون من الميليشيات الإيرانية: «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل»، ضمن الدعاية التيا: «يمن واحد وشعب واحد» بعد أن مزقوه.
تحولت إلى محل تندر اليمنيين. جماعة صالح تبنوا صرختهم التي بلغوا أفراد قواتهم بممارستها التي لا تقل نفاقً صنعاء ستكون المعركة الأخيرة، ولا أقول الفاصلة، لأن مشروع دولة المتمردين سقط فعليًا، بخسارتهم غالبية الأراضي، وعجزهم عن إدارة الحكومة البديلة، ونقل آخر مؤسسات الدولة، البنك المركزي إلى عدن، التي أصبحت العاصمة منذ انتقال حكومة الرئيس هادي إليها من المنفى في السعودية.
المكاسب العسكرية الجديدة تقود إلى انفراجات مهمة في حرب اليمن التي مضى عليها عام ونصف العام تقريبًا، وهي فترة أقل زمنًا، مقارنة بمثيلاتها من حروب المنطقة، خمس سنوات في كل من سوريا وليببا، وخمسة عشر عا ًما في أفغانستان. لقد عانى الشعب اليمني كثي ًرا نتيجة الانقلاب وتدمير النظام السياسي والسلطة الشرعية، واستيلاء المتمردين على مقدرات الدولة وكامل البلاد. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up