رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الجمل
علي الجمل

"جيــــل البـــرجر "!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما ننظر في أجيال الآباء تجد الأدب الجَّم في التعامل وميثاق الكلمة إن إلتزم معك بموعد أو تجارة أو تعامل يومي يكون فيه الدرهم والدينار جُلَّ علاقته ، إضافة إلى العلاقات الإنسانية المبنية على الحب والإحترام المتبادل .
وهناك مشاهدات أُريد ذكرها لكم على سبيل التعلم ..
(( إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحَّلم(( و (( إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ )) كما قال النبي (ﷺ) .
· مشاهدات آبائنا – تعلموا في الكتاتيب قبل أن تنشأ وزارة التربية والتعليم عام 1373هــ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود . قبل هذا التاريخ أيام الكتاتيب والمساجد والحرم المكي والنبوي ( مدارس الصولتية بمكة ، ومعهد العاصمة النموذجي بالرياض ، ودار التوحيد بالطائف ومدارس الفلاح بجدة ) .
· فماذا كان مُخرج تعليمهم .. إنهم رَّبوا فينا الكرامة والنبل والصفات الحميدة ، وعانوا في تعليمهم وسهروا عبر (( الفـوانيس )) ولم يكن لهم وسائل راحة وترفيه مثل مالدى الجيل الحالي ( من مقومات حضارية وأجهزه حديثة وعالم مفتوح وتعلم وتطور ) (( العولمة إن صَّح التعبير )) .
· وعندما تتبع مخرجات آبائنا التعليمية فتجد عمالقة ونماذج مضيئة لا تقارن بالجيل الحديث سواء في المناصب التي ( تسَنَمُوها) أو من خلال الأجيال التي أخرجوها للمجتمع رغم قلة ذات اليد في ذلك الزمن الجميل .
· فهل هي المعاناة التي ولدَّت هذه المخرجات ، أم الجوع الذي مروا به هو الذي ولَّد هذا الإبداع ، وهل شَظَف العيش هو الذي يُخضع الرجال ( أم أن الجوْعة التي تولد هذا الإبداع ) .
· ولا اُنكِر أو أُهمِل أن لهذا الجيل الحديث إيجابياته وسلبياته وهناك جيل تعلم وأرتقى بأخلاقه قبل علمه (( فهُـم من تميَّز من هذا الجيل )).
· وكما قال أحد السلف ( حاجتنا إلى كثير من الأدب مع قليل من العلم أكثر من حاجتنا إلى كثير من العلم مع قليل من الأدب )

* نمذجـــة
· كان محمد (ﷺ) قرآناً يمشي على الأرض .
· كان محمد (ﷺ) خُلقه القرآن .
· كان النبي (ﷺ) يحث على التعامل وأدب التعامل وحُسن الخُلق ومكارم الأخلاق فقال عليه الصلاة والسلام ( بأبي هو وأمي ) : ( إن العبد لينال بحُسن خُلقه درجة القائم الصائم )

وعندما وصف الرسول عليه الصلاة والسلام من أقرب الناس منه يوم القيامة قال : (( هُم أحاسنهم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويُؤلفون .. فهي علاقة تبادلية .
فلا بد ( أن تألف ) ... ( وتُؤلف ) .

ختـــاماً :
سَّرني ما لمسته هذا اليوم من إبن ( بــــار) في الثلاثينات من عمره عندما مَّر به والده في مكتبه وأنا في ضيافة الإبن قيام الإبن مباشرة عندما شاهد والده تأدباً واحتراماً له فقلت في نفسي (ما هذا الأدب الجَّم ).
· فلا بد من دعم السلوكيات الحسنة لأبنائنا والثناء عليهم وإطفاء السلوكيات الخاطئة بالتجاهل أو بعدم دعم ذلك السلوك الخاطئ حتى يتم اطفائه حتى لا يكون سلوكاً دائماً .
· ودَّعت ذلك الإبن ( البــــار) مع والده وقلت في نفسي هل سيكون من أبنائنا من يعمل بمثل هذه السلوكيات ( قلت نعم ) إنهم من تمثلوا في أخلاق النبي والأجيال الأولى و كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) فيقول الراوي لا أعلم كم عَّدد من قرن ( ودمتم بحب ) .

arrow up