رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

التفكير والعمل الاستراتيجي هو ما ينقصنا

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نعرف كلنا أن الدولة وقيادتها الرشيدة تبذل النفيس الغالي لحل مشكلة البطالة، ونعرف أنها تستشعر مسؤولية كبيرة تجاه الشباب باعتبارهم رجال الغد الذين ستؤول مسؤولية الحفاظ على الوطن وتطويره إليهم، وبتخصيص 24 مليارا في «حافز» كمبادرة لحل مشكلة هؤلاء الشباب الذين لم يسعفهم الحظ للعثور على وظيفة، وحجم هذا المبلغ يكشف بوضوح وجلاء ويعبر عن هذه العاطفة الأبوية النبيلة التي ينطوي عليها القلب الكبير لولاة الامر، لذا فإننا يجب أن نحافظ عليها ونوظفها التوظيف الأمثل لتحقق الهدف منها، وهذا هو الشكل الوحيد للشكر على النعمة، أي المحافظة والحرص عليها وتحقيق أكبر قدر من الفائدة منها للمحتاجين إليها بالفعل، وهم العاطلون الحقيقيون. فهناك أشكال من البطالة لا يمكننا أن نطلق على أفرادها صفة البطالة ولا تنطبق عليهم هذه الصفة، فعندما يكون الفرد مؤهلا وقادرا على العمل وباحثا عنه ويقبل بالأجور السائدة المناسبة ولا يجد فرصة عمل تتناسب مع مؤهلاته وقدراته يصنف هذا الفرد في خانة البطالة الإجبارية، وهي ــ كما يقال في العلوم الإنسانية المعاصرة ــ أكثر أنواع البطالة خطورة وأكثرها انتشارا. بينما هنالك بطالة اختيارية، حيث لا يكون الفرد في حاجة للعمل أو يعمل في أعمال عائلية، وهؤلاء لا يمكن تصنيفهم ضمن البطالة، وبالتالي فإن إدخالهم في الإحصائيات الرسمية للبطالة بالدولة يعتبر أمرا مربكا، ويعطي صورة غير حقيقية لواقع سوق العمل.
ما سبق يدعوني إلى طرح اقتراح بإعداد قاعدة بيانات (ولدي البرنامج المتكامل للوصول إلى الهدف) للذين هم في حاجة بالفعل للعمل، وهم لا يقلون عن 50 % من المسجلين في خانة البطالة فعلا، ومن ثم إعداد برامج تدريبية وتأهيلية عن طريق أشهر وأقوى الشركات العالمية العاملة والمتخصصة في هذا المجال. قاعدة البيانات والمعلومات هذه ستقلص عدد الذين هم في حاجة حقيقية للعمل من فئة البطالة الإجبارية، وتستبعد الذين يعملون مع عائلاتهم والذين هم ليسوا في حاجة مادية للعمل لأن أهلهم يتكفلون بهم وباحتياجاتهم، وهذه ظاهرة اجتماعية سعودية خليجية خاصة، لا تتوافر ربما بنفس الكثافة والمعدلات في المجتمعات العربية غير الخليجية، وتحتاج إلى دراسات سيكولوجية خاصة. والحال إن كثيرا من المستفيدين من أموال «حافز» هم من هذه الفئات التي لا تحتاج إلى العمل، وأعرف شخصيا أشخاصا ليسوا في حاجة للعمل ورغم ذلك يصرفون هذا الحافز الذي يأتيهم باردا في منازلهم، فلماذا لا نوظف هذه الأموال في عملية تدريب وتأهيل شاملة تستوعب كل أولئك الذين هم في حاجة فعلية إلى العمل، وأزعم أن الواحد منهم سيقبل بمبلغ الألف ريال كحافز شهري أثناء فترة التدريب والتأهيل إذا كانت ستنتهي بالعمل الذي هم في حاجة ماسة إليه. واقتراحي لا يقلل من الجهود التي يبذلها مشروع حافز، لإيماني العميق بأن إيجاد حلول عملية للبطالة في المملكة لا يتم عن طريق الترضية الاجتماعية. فالعمل الاستراتيجي دائما، وهذا ما أؤمن به دائما هو السبيل الوحيد في إيجاد الحلول لمشاكلنا الآنية... والله المستعان. ومضة : ******** التفكير السلبي يطغى على الجميع، كل منا يفكر بالنجاح على حساب الآخرين . مع أن النجاح متاح للجميع، لكن للأ‌سف البعض يتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يحقق النجاح.هذه وللأسف حقيقة موجودة في حياتنا الواقعية . الشاهد : اياك والحسد فنجاحك لا‌ يستوجب عليك أن تسعى لفشل غيرك .دائما أحسن نيتك يحسن الله حالك.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up