رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

صمام الأمان!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كثيرا ما نسمع، بعد أن تقع الفأس على الرأس، زعيما يعتذر لشعبه مبررا الأخطاء التي يرتكبها بأن السبب فيها هو البطانة التي تحيط به، أو أن ألمسؤولين التنفيذيين كانوا يحجبون عنه الحقائق المجردة، ويرفعون له التقارير التي تؤكد أن الأمور على أحسن ما تكون، وأن لا شيء يدعو للقلق، أما مظاهر الاحتجاج التي تخترق السياج المضروب على قصره فهي شنشنات فئة ضئيلة مدفوعة من جهات أجنبية معادية للدولة، وغالبا ما تكون إسرائيل هي الشماعة التقليدية.

والرأي عندي للخروج من هذه الدوامة هو أن أنظمة الحكم المستوردة من الغرب، أو أن صيغ الحكم السياسية المستوردة من تجربة المجتمعات الغربية، تحتاج منّا إلى إعادة نظر، وذلك بعد أن تسببت في العديد من المشاكل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وما زال يؤرقني السؤال: لماذا لا نجرب نظمنا المستلهمة من تراثنا ومن ثقافتنا، لأن لنا نحن أيضا إرثا سياسيا في منظومتنا الثقافية يختلف اختلافا واضحا عن تجربة الآخرين ممن نريد تقليدهم، وهل يرجع هذا إلى عقدة بالنقص فينا وعدم ثقة في ثقافتنا؟!.

فعندما يقول رأس الدولة إن المسؤولين والمساعدين يخفون عنه الحقائق حول أوضاع رعيته، فهذه مشكلة حقيقية، لأنها تدل على أن هذا الحاكم يعيش غربة بين المحكومين، وأنه ببساطة كان غائبا عن الشعب الذي يحكمه، بل وكان غائبا عن عمل مؤسساته التنفيذية.

أتدري لماذا؟، لأنه ركن إلى هذه المؤسسات التي أولاها ثقته ونفض يديه عن مسؤولية مراقبتها وهي تؤدي عملها، واكتفى بأن يتقوقع في برج رئاسته العاجي، بعيدا عن تفاصيل حياة شعبه اليومية (المزعجة)، وما هؤلاء المسؤولون الذين ملّكهم سلطاته سوى بشر تتحكم فيهم أهواء البشر ونواقصهم وعيوبهم.

بالمقابل ثمة آلية في الحكم انتهجها مؤسس الكيان السعودي الملك عبدالعزيز (أمطر الله قبره شآبيب الرحمة) كان ينتهجها إبان إدارته لشؤون الدولة الوليدة، حيث كان يختار من بين المخلصين من أبناء الدولة الذين لا يتطرق الشك إلى ولائهم وإيمانهم وتقواهم، أولئك الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم، وليسوا على استعداد ليبيعوا دينهم بدنياهم، فيصدقونه القول حتى لما يكره، لأنه يعرف بأن هؤلاء هم الأحرص على بقاء وتطور الدولة التي أولاه الله سلطانه على إدارتها، وكلفه إقامة العدل بين رعاياها، وكان، رحمه الله، لا ينتظرهم أن يأتوه من تلقاء أنفسهم، لأنهم لا يسعون إلى ذلك، وإنما كان هو يسعى إليهم ويطلبهم في مجلسه، ليسألهم عن أحوال الرعية في مناطقهم البعيدة عن عينيه وعن ما يشتكون وما يحتاجون، وكل ذلك حرصا منه على مرضاة الله ونهوضا بالمسؤولية تجاه من أولاه الله أمرهم.

يمكنك أن تسأل لماذا كان، رحمه الله، يلجأ إلى هذه العيون (اللاتنفيذية)، أي التي ليست (موظفة) في جهاز الدولة؟، السبب واضح وبسيط: لأن موظف الدولة ولخوفه على مقعده، أو لطمعه في منصب أعلى سيصور الأمر لولي الأمر وكأن كل شيء على ما يرام، إنه (يطيّب) خاطره ويسمعه ما يريد أن يسمع، إلا أن ابن الإمام عبدالرحمن بن سعود (رحمهما الله) لم يكن يسعى إلى تطمين كاذب أو مزيف، بل كان شأنه شأن السلف الإسلامي الأول يسعى لأن يضع يده على الحقيقة، على الواقع.

السؤال إذن: لماذا لا نلجأ إلى آليات الحكم في تراثنا العربي والإسلامي طالما فيه صمام الأمان؟

خاتمة :

******

رحم الله أرواح لا تعوّض ولا تولد مرة أخرى ، اللهم أغفر لوالدي ووالدتي واخواتي لمن عشنا معهم أجمل السنين وهزنا إليهم الحنين اللهم أجمعنا بهم في جنتك .اللهم آغفر لأغلى من غآبوا عن آلدنيآ ۈ آرحمہم ۈأحشرهہم في زمرة آلمتحآبين فيڳ ۈ اجعل ملتقآنآ بہم في الفردوس الآعلى يآرب آلعالمين♡!'

رحم الله ضحكات لا تُنسى وملامح لا تغيب عن البال وحديثاً اشتقنا لسماعه ...رحم الله كل روح غالي وغاليه تحت الثرى ... يـاالله ياالله ياالله بـرد علـى قبـور موتـانا وموتـى المسلميـن و المؤمنات والمؤمنين ببراد الجنة و اكسهم من السندس والاستبرق يـارب اغفـر ذنوبهـم و ارحـمهم برحمتـك يـارب العالميـن.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up