رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد بن سليمان الأحيدب
محمد بن سليمان الأحيدب

غارة على الهيئة لا غيرة على فتاة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نحن هنا نخاطب العقلاء، وندعوهم إلى كلمة سواء حول التعاطي مع واقعة النخيل مول، أما من اتخذوا موقفا جاهزا (مقولبا) من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن تطبيق شعيرة حث عليها كتاب الله الكريم وربط تطبيقها بالإيمان وصفة الخير في الأمة، فهؤلاء لا يستحقون المجادلة ولا نقول لهم إلا سلاما، وندعو لهم بالهداية، أما من يربط بين عمل أعضاء الهيئة وأي اجتهاد أو حماس في عمل ديني وبين «داعش» هو ادعاء غبي بأن «داعش» ينتمي للدين ونحن نعلم أنهم أبعد عن الدين بعد المشرق عن المغرب، فلا مجال لمقارنتهم بمسلم مجتهد وإن أخطأ، إلا لدى مريض جدير بأن نعالجه بآخر العلاج وهو الكي، لأنه بهذا الربط يشكك النشء فيما اتفقت عليه كل المراجع والقيادات الإسلامية وعلى رأسها قيادة هذا البلد الأمين من أن «داعش» أبعد ما يكون عن سماحة الإسلام ورحمته. تعالوا أيها العقلاء إلى كلمة سواء في تعاطي غالبية الكتاب مع واقعة النخيل مول، فجميع خصوم الهيئة ركزوا على جزئية ما ذكره الشاهد مبارك الدوسري عن الهيئة وأهملوا تماما أهم ما ورد في شهادته وهي عبارة «الشاب الذي ضرب الفتاة ليس أخوها.. هو شاب يغازل»، فلم يسأل كاتب واحد منهم عن ذلك الشاب الذي ضربها بعد أن غازل! ولماذا لم يقبض عليه ولم يعاقب وأين هو من القضية؟! والغريب أن الجميع دون استثناء نصبوا مبارك بطلا غيورا، ومع ذلك لم تدفعهم غيرتهم إلى المطالبة بالاقتصاص للفتاة من ذلك الشاب الذي ضربها! هل لأنه مغازل وليس من الهيئة؟! أم أن حماسهم لم يكن غيرة على الفتاة بقدر ما هو غارة على الهيئة؟!. على الأقل لأنكم تدعون المطالبة بحقوق المرأة وتعارضون أن يضربها زوج أو أب، كان عليكم المطالبة بحقها في الاقتصاص ممن ضربها وهو لا يحمل أية صفة، لا صفة قرابة يعقبها لوم، ولا صفة رسمية تتبعها محاسبة!. حسب معلوماتي فإن عضو الهيئة حوسب على عدم التزامه بأنظمة وآلية الضبط بملاحقته للفتاة، رغم أنه أوضح أنه لحق بها عندما كان اتجاهها نحو حاجز النفق خوفا من أن ترمي بنفسها في النفق وبمجرد تغيير مسارها بعيدا عن النفق تركها تهرب مع قدرته الإمساك بها، بدليل أنها هربت ولا تزال هاربة، لكن ذلك لم يعفه من المحاسبة أو ينفي عنه الخطأ. المخجل أن الشاهد عندما توهم أنه قد يلحقه أذى من الهيئة تم تضخيم ذلك وكأن هذه الهيئة ليست مؤسسة حكومية تمثل وطنا عادلا منصفا لا مكان فيه لتخويف ولا فوضى ولا انتقام. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up