رئيس التحرير : مشعل العريفي

الأحمري : الجماعات الإسلامية المتطرفة ساهمت في انتشار الإلحاد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أكد الكاتب السعودي فهد الأحمري أن التطرف الديني لعب دورا في نشوء الإلحاد لدى البعض، كردة فعل للتزمت الديني والاجتماعي. وأوضح الأحمري في مقالة له منشورة بـ "الوطن" تحت عنوان "ظلامية التطرف الإلحادي والديني" أنه بسبب الجماعات الإسلامية المتطرفة، فإنه انطبع في الذهن المجتمعي متلازمة التطرف والإسلام.
وتطرق الأحمري إلى التطرف المغاير للتطرف الديني كالتطرف اللاديني والإلحادي، مؤكدًا أن كلاهما مرتبط بالآخر، أو سبب له في حالات عديدة. ولفت الأحمري إلى ما تصريح للدكتور محمد سالم عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر في ندوة عقدت في الأزهر يونيو 2015 حيث جاء به: "إن التطرف في الخطاب الديني من قبل الجماعات الإسلامية التي لا تعطي مساحة للعقل يعد من أهم أسباب الإلحاد في مصر". وعقّب الأحمري على حديث سالم قائلًا: "كثير من المتطرفين نشأوا في بيئات دينية متشددة، وبعضهم درس على يد مشايخ، ومنهم خريجو دراسات إسلامية، وتحولوا إلى التطرف بسبب الحدة والصرامة التي تشكلت عليه عقلياتهم".
وعلى الجانب الآخر، ألقى الأحمري بالضوء على أسباب انتشار حالات إلحادية مؤخرًا في عدد من الدول العربية والإسلامية، موضحًا أن أحد أسبابها كان الشعور بأن الشخص عاش مخدوعا على يد النسق الفقهي والوعظي الذي صور له الحقيقة المطلقة في مسائل كثيرة، ثم اكتشف لاحقا أن تلك الحقائق، ما هي إلا قضايا خلافية، تنازع عليها الفقهاء أنفسهم قديما وحديثا، لينكشف من خلال ذلك كذب وتضليل من وثق بهم وسلم إليهم عقله. ونوه الأحمري إلى أنه في حالات مضادة أخرى، كانت موجة الإلحاد العالمي والتعدي على مقدسات المسلمين وحرماتهم على مستوى الأفراد أو المؤسسات الرسمية سببا في الغلو والتطرف من قبل بعض المسلمين.
وأشار الأحمري إلى تصريح سابق للملك سلمان عام 2015 أكد فيه أن التصعيد الخطير في المسجد الأقصى والاعتداء السافر على المصلين يمثلان انتهاكاً صارخاً لحرمة الأديان، ويسهمان في تغذية التطرف والعنف في العالم أجمع.
وتابع الأحمري بتوضيح: "نشر الكراهية والعنصرية والاستفزاز ضد المسلمين، والرسوم الساخرة للنبي الكريم، وتدنيس القرآن الكريم، وانتهاك الحريات الشخصية في المعتقد لمحجبة أو منقبة أو ملتح أو رمي التهمة لشخص بسبب أنه مسلم، مدعاة لتأجيج بؤر التوتر ونشوء التطرف والكراهية والأعمال الإرهابية". واختتم الأحمري مقالته قائلًا: "من المفارقات، التقاء التطرف الديني والتطرف الإلحادي في بعض النقاط. فهما فكران ظلاميان ولا شك. يلتقيان أيضاً في الجهل المطْبق بدين الإسلام النقي".

arrow up