خسارتنا من قطيعة قطر !

تستطيع دول الخليجية الثلاث بالإضافة إلى مصر التعايش طويلا مع قطع علاقاتها بقطر، فليس هنا أي كلفة اقتصادية أو سياسية تذكر لمثل هذه القطيعة، بينما ستكون الكلفة الاقتصادية والسياسية باهظة على السلطة القطرية! حتى خسائر شركات الألبان السعودية من وقف تصدير منتجاتها إلى قطر، وهي المتضرر الأبرز من قطع العلاقات، هي في الحقيقة مكسب ووقف لاستنزاف المياه الذي كانت تستهلكه هذه الشركات في منتجاتها المصدرة إلى الخارج! الخطاب القطري الذي يحمل تهديدا متكررا باللجوء إلى الخيارات القانونية في المحافل الدولية لفتح الحركة عبر المنافذ البحرية والمسارات الجوية يعكس وطأة الأزمة على الاقتصاد القطري، على عكس الادعاءات بأن الحياة تسير على طبيعتها، وهو للاستهلاك المحلي، فلكل دولة حقوقها السيادية على منافذها الحدودية ومساراتها البحرية والجوية، ولو كان القانون الدولي يجبر أحدا على فتح حدوده وأجوائه لأجبرت به إسرائيل الدول العربية على إسقاط أسوارها أمام حركة بضائعها وطائراتها! في الحقيقة خسارتنا كسعوديين في مسألة قطع العلاقات مع السلطة القطرية عاطفية، أولا للأسباب المؤلمة التي أدت لها، وثانيا لأن استمرارها ومسبباتها يصنع حاجزا بين شعبين تجمعهما روابط النسب والعادات والتقاليد والثقافة، وعندما ندعو الله أن يرشد القيادة القطرية إلى الصواب لتصحيح المسار وحل الأزمة فإننا لا نبحث عن استعادة مصالح مع سلطة قطر، بل عن استعادة شعب قطر!
نقلا عن عكاظ