رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

بعد المباحث.. هل يطال القتل الإعلاميين!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لم يكن اغتيال رئيس مباحث منطقة القصيم العميد ناصر العثمان -رحمه الله- على أيدي غلامين إرهابيين أحدهما ابن اخته - ينتميان فكريا للتيار السروري وعضويا للقاعدة- حادثا معزولا، أو خارجا عن سياق الإرهاب الفكري والعنفي الذي يمارسه الحركيون تجاه خصومهم منذ بداية الثمانينات. لقد تعرض الشهيد «العثمان» وزملاءه ضباط وأفراد الداخلية، لحملات تشويه وتعريض استمرت لسنوات، أدت في النهاية لقتلهم غدرا. ومن منا لا يتذكر بكل ألم حادثة الاغتيال الشهيرة التي طالت العقيد سعود الشبرين، وأقدم عليها متهمان في العام 1995، استخدما فيها بلا رحمة مادة الأسيد الحارقة. وفي العام 2005 التحق المقدم مبارك فالح السواط، الذي يعمل في قسم التحقيقات بالمباحث العامة بقوافل الشهداء، بعد أن أطلق الإرهابيون عليه نحو 20 رصاصة من سلاح ناري أمام منزله في حي الشرائع بمكة المكرمة. ومنذ بضعة أشهر تجرأ شاب عاق على اغتيال خاله رشيد الصفيان الضابط الرفيع بالداخلية السعودية. وقبل أيام تم الغدر بالعميد أحمد عسيري مدير مباحث جازان السابق في عملية تبناها «داعش». لقد كان عملا سريا منظما، تمت السيطرة عليه بكل تفاصيله من قادة التطرف والغلو. في العادة تأتي مشاهد الاغتيالات مسبوقة بحملة من التحريض والتشويه، تمهد لإزهاق أرواح الخصوم، وهو ما شهده السعوديون منذ أشرطة أبو ريالين، وحتى ما يسمى حاليا بـ«فكوا العاني». في الأسبوع الماضي تم البدء في صناعة مشهد ظلامي مشابه، لكنه هذه المرة طال خصوما آخرين للحركيين والسروريين، هم الإعلاميون والمثقفون. صحيح أن الخصومة قديمة، لكنها تتكرر في ظل جملة من خيبات الحركيين إثر اندحار مشاريعهم «الثورية»، والتي حملوا وزر سقوطها «محليا» للمثقفين والإعلاميين. صحيح أن ساحة الاختلاف بالنسبة للإعلاميين والمثقفين كانت الحرف والقلم والشاشة، إلا أن دهاقنة السرورية، لا يرضون بغير السمع والطاعة، والسير في أجندتهم وتنفيذ مخططاتهم، أو تحويل المخالف لخصم يجوز الولوغ في شرفه وعرضه وماله وروحه. الخطير في هذا التحريض، أنه قد يؤدي لموجة من الاغتيالات، ربما تطال إعلاميين ومثقفين تتم شيطنتهم اليوم ببراعة، نتيجة خبرة متراكمة، أنتجت الاغتيالات السابقة في حق ضباط الداخلية، وهي الخبرة التي تتم عادة عبر التكتيك التالي. المشهد الأول: تشويه الخصوم واغتيالهم أخلاقيا واجتماعيا، تزوير التهم ضدهم، وتصويرهم كمذنبين وأصحاب خطايا، لكن هل يبرر هذا قتلهم؟. المشهد الثاني: إطلاق جملة من الفتاوى تجاه الخصوم، واتهامهم بالعداء للدين ورجاله، بدأت هذه المرة بإطلاق هاشتاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد الإعلاميين، شارك به عدد كبير من الحركيين قادة وغلمانا. المشهد الثالث: إطلاق بيانات مزورة عبر «الواتساب»، لقطع الطريق على تطبيق الحق والعدالة، وإرسالها من خلال القروبات لتبرير جملة من الحوادث التي نقدها الإعلاميون، وأثارت حنق التيار السروري. المشهد الرابع: نقل المعركة إلى المساجد، والإيعاز للمتعاطفين والمنتمين لهم، بالدعاء على الإعلاميين والمثقفين، ووضعهم بجانب اليهود والنصارى، والهدف بالطبع خلق جو عام داخل الأوساط الشعبية يتفهم مستقبلا عمليات الاغتيال. المشهد الخامس: أن نشهد -لا سمح الله- عمليات اغتيال فعلية للصحفيين والمثقفين من خلال «ذئاب منفردة»، قد لا تتلقى أوامر مباشرة، لكنها مهيأة نفسيا ومعنويا للقيام بقتل الأعداء، كيف لا، وهم يشاهدون كبار الحركيين يدفعونهم دفعا لأخذ زمام المبادرة، كما فعلوها مع ضباط المباحث من قبل. إن أي عملية قتل قد تشهدها الساحة، ويروح ضحيتها مثقف أو إعلامي، يجب أن يحمل وزرها كل من شارك ودعم وحرض، وعزز ذلك بالدعاء والفتاوى التي تحل الدماء المعصومة. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up