رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

دعاء

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

حضرت مناسبة اجتماعية رغم أنفي٬ وقد يتساءل متسائل: وَمن الذي أرغمك على الحضور وأنت لا تطيق ذلك؟! وجوابي الذي (أخجل ولا أخجل) من ذكره هو: قاتل الله (النفاق الاجتماعي)٬ ولي في هذا المجال (الكعب المعلّى). ولكن كيف أكون (صادًقا ومنافًقا) في نفس الوقت؟! هذا هو السؤال الذي يؤرقني ويجعلني (أتمزق)٬ صحيح كيف أكون كذلك؟! إنه سؤال عجزت نهائًيا عن الإجابة عنه رغم محاولاتي. هل تصدقون أنني لم أشعر حتى الآن أنني كبرت (قيد أنملة)٬ وأنه لا يزال في تصرفاتي وهوسي الكثير من الطفولة والمراهقة؟! ­ والمصيبة أنني ما زلت أتلذذ بتلك التصرفات والحماقات ­ وما أكثر من قال لي: يا مشعل يا ابن الناس اهدأ٬ أو اعقل٬ أو أكبر٬ لا تصير (خبلا) ­ أي مجنونا. إنني أكتب هذه الكلمات الآن وأنا في بلاد الغربة٬ وها هي النافذة مفتوحة أمامي على مصراعيها٬ وها هي سياط الهواء البارد تجلد صدري المكشوف أو (المشروخ) أمامها٬ وها هي الأوراق تتساقط من تلك الشجرة الباسقة المعمرة التي مضى عليها مئات الأعوام ولم تمل بعد من تشبثها بالحياة. لا أدري ماذا أكتب٬ وماذا أقول٬ ولماذا أنا أهذي بهذا الشكل٬ ولماذا لا أفرق في هذه اللحظة بين الضحك والبكاء؟! (هل غيض النيل أم زلزل الهرم) مثلما قال الشاعر؟! لماذا صحوت الآن في هذا الوقت الباكر ولم تبزغ عين الشمس بعد؟! وأنا الذي ظللت ساهًرا وودعت قبل قليل آخر نجمة من نجوم الليل؟! لماذا٬ أيها التعيس القلق لماذا؟! لا أعلم والله إلى أين أمضي؟! ولا أريد أن أعلم٬ والحمد لله أنني لا أعلم٬ ولو أنني علمت الآن لقضيت على نفسي كمًدا لا انتحاًرا. فدعوها يا سادتي (إنها مأمورة)٬ دعوها فإنها هائمة٬ دعوها فما بعد (العشق) من ذنب. فيا رب الجلالين يا ربي٬ خذ بيدها ­ أي خذ بيد نفسي ­ وبوئها المكان الحسن الذي ترتضيه لها أنت٬ ولا تجعل الدنيا هي أكبر همها٬ وارزقها من كل الطيبات التي هي تشتهيها٬ ووازن خطواتها٬ ورتب شهيقها مع زفيرها مع تكتكات قلبها٬ وأجل عن ناظريها الغمام٬ وعن سمعها أنكر الأصوات٬ وثبتها على العروة الوثقى٬ ولا تميتها يا رب العالمين إلاّ وهي واضعة رأسها المتعب على صدر جميل ومميز ترتاح له وبعدها أنام (نوم العوافي). نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up