رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

«أموال قطر» في الأندية الأوروبية استثما رام ماذا ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كشفت وسائل الإعلام المختلفة ما قام به الادعاء العام في سويسرا فتح تحقيق جنائي بحق السكرتير السابق للفيفا، جيروم فالكه، والمدير التنفيذي لشبكة “بي.أن.سبورتس” بشأن شبهات حول فساد في عملية بيع حقوق بث كأس العالم لكرة القدم. وأضاف مكتب النائب العام السويسري، في بيان الخميس، أن فالكه والمدير التنفيذي لـ”بي.أن. ميديا”، القطري ناصر الخليفي، هما محور قضية فساد ورشوة وتزوير. وفي فرنسا، أعلنت السلطات أن مكاتب “بي.إن.سبورتس” في باريس جرى تفتيشها كجزء من التحقيق الجنائي مع جيروم فالكه والخليفي الذي يترأس أيضا نادي باريس سان جيرمان. وأصدر مكتب المدعي العام المالي في فرنسا بيانا قال فيه إن اثنين من ممثليه إلى جانب مسؤولين فرنسيين آخرين يختصون بشؤون مكافحة الفساد والتهرب الضريبي قاموا بعملية التفتيش. وأضاف البيان أن التفتيش تم بالمشاركة مع السلطات السويسرية ومسؤولين قضائيين أوروبيين. كشفت التقارير عن تحول أرقام كبيرة من ثروات رجال الأعمال والأثرياء العرب، لاسيما في قطر إلى الاستثمار الرياضي في ملاعب أوروبا، بعدما سجلت إيرادات هذه الأندية عائدات مرتفعة، جعلت الاستثمار في هذا المجال مربحا، سواء اقتصاديا أو دعائيا. ولم يعد غريبا أن تحتل شعارات الشركات والمؤسسات العربية قمصان وواجهات أنديـة كبيـرة، مثـل برشلونـة في اسبانيا، ومانشيستر سيتي وآرسنال في إنكلترا، وآي سي ميـلان في إيطاليا، وباريس سان جيرمان في فرنسا. ولا يجد المعارضون لهذا التوجه تجاوبا في حربهم الكلامية التي يشنونها ضد ما يسمونها «أموال العرب» التي تدير الأندية الأوروبية، التي دفعت مالك نادي ملقة الاسباني الأخير إلى القول إن «تدفق أموال الخليج يجعل الأمور غير عادلة»، ولاسيما بعد مساهمة هذه الأموال في تحسن وضعية الكثير من الأندية، واستعادة شعبيتها وبطولاتها، حيث لم تتوقف الأمور عند حد شراء حصص، أو ملكية كاملة للأندية، وإنما امتدت إلى أفرع جديدة، بعدما نجحت قناة «الجزيرة الرياضية» القطرية في الفوز بحقوق بث مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم «البريميرليج»، فيما ازدهرت أسماء عائلات ومشاهير عرب في عواصم أوروبا.. فما الذي يحققه هذا النوع من الاستثمار دون غيره من أشكال الاستثمارات الأخرى؟. ما يميزه حقيقة هو أن كرة القدم لم تعد مجالا رياضيا محضا، ولكنها ولشدة تغلغلها بين جميع الطبقات من النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى عامة الجماهير بات لها تأثير سياسي قوي جدا في مكانة الدول، وأصبحت بالتالي من أقوى أسلحة القوة الناعمة للدول، ونحن نعرف مدى حجم الاستثمار القطري في قطاع الإعلام الرياضي وتحقق لها النفوذ وقوة التأثير، وتحقق بذات الوقت عائدات مالية هائلة. خاتمة : الفساد القطري الرياضي هو آفة لا تهدد اقتصاد الدول وتتسبب في إجهاض طموحاتها في المنافسة الرياضية الشريفة وفي التنمية والعدالة في توزيع الفرص الاستثمارية ، بل و يتسبب الفساد الرياضي القطري ، أخطر من ذلك ، في هدم منظومة القيم الأخلاقية والسلوكية التي ما بعث الله الأنبياء والرسل إلا لترسيخها في حياة الأفراد والمجتمعات ، وقد لخص المبعوث بالحق عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ذلك بقوله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up