رئيس التحرير : مشعل العريفي

الكاتب فهد الأحمدي: انتهت "صحوة" تجار الدين والعازفين على وتر الخطيئة.. وهذه هي الصحوة الحقيقية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أكد الكاتب السعودي فهد الأحمدي، أنه في حياة كل أمة فترة كئيبة لا يذكرها التاريخ بخير، فترة غابت فيها عن الوعي والرشد والتفكير العقلاني، فمثلًا في أمريكا كانت هناك الفترة المكارثية حيث طورد المثقفين والسياسيين بتهمة الشيوعية
زمن الغفوة وتابع الكاتب في مقال له بعنوان "زمن الغفوة" نشره بـ "الرياض"،: وفي ألمانيا كانت هناك "الدعوة النازية" التي استخف بها الألمان حتى وصلت للحكم وأشعلت فتيل الحرب العالمية الثانية، وفي اليابان فترة العسكر الذين استعبدوا المجتمع (وكانوا يسعون لاحتلال كامل آسيا) لولا قنبلة ذرية أعادت اليابان لرشدها، وفي كمبوديا عصابات الخمير الشيوعية التي قتلت ثلث الشعب الكمبودي بدعوى تطهيره من "البرجوازية" و"الرأسمالية" و"الثقافة الغربية". وأوضح الكاتب أن جميعها فترات غفت فيها الشعوب، وتراجع فيها العـقل، وسيطر خلالها نمط فكري وحيد، فترات كئيبة خلقتها تيارات متطرفة تجاهلها المجتمع حتى استشرت وقويت وأمسكت بزمام السلطة. وأكد الكاتب أن المملكة مرت بمرحلة مماثلة من الغفوة التي أطالت هذه الشعوب، ولكن لم تصل لمرحلتها الأخيرة، وهي فترة "الصحوة"، مؤكدًا أنها فترة غفوة توقفت فيها حياتنا وإنجازاتنا وتطلعاتنا للمستقبل. وأردف الكاتب: في هذه الفترة رهنا عقولنا للماضي، وانغلقنا خلالها عن المستقبل، وكرهنا فيها كل حاضر جميل، غـفـوة أغلقت شرايين الحياة وفرضت علينا فكراً وحيداً يرى غيره مخالفاً للتوحيد.
دعاة الصحوة وأكد الكاتب أن دعاة "الصحوة" أغلقوا أبواب الرحمة، وتوعدوا من يخالفهم بعذاب السعير، وسيطروا على وزاراتنا ومؤسساتنا وجامعاتنا، في حين أنه تم تكفير دعاة التنوير وتقاعد جيل المبتعثين في السبعينات. وأوضح الأحمدي أن مرتزقة الصحوة حققوا ثروات ضخمة وأصبحوا نجوماً سلاحهم الكاسيت والمنابر وكتب صفراء غدت مقدسة، مضيفًا: بتوالي القرون تحولت الصحوة ذاتها إلى صناعة ضخمة تنتج آلاف الأشرطة والمنشورات والمطويات، ناهيك عن منتجات البخور والعسل والرقية الشرعية. وبيّن الكاتب أن "الصحوة" حولتنا إلى أكثر الشعوب تشدداً وتزمتاً، مردفًا: هناك من استغل تديننا ليتوافق مع نظرته الضيقة للدنيا والآخرة، هناك من استغلنا باسم الجهاد وتحريض الأمة ونصرة الأشقاء واستعادة الأمجاد. واستطرد: هناك من شغلنا باختلاق المحرمات وتضييق المباحات وتكفير الآراء الفقهية المعتدلة، هناك من أصابنا (بانفصام الشخصية) بسبب خطبة النارية، وفتاواه الاحترازية، وتوعده بمصير فرعون وثمود.
الصحوة الحقيقية ولفت الكاتب إلى أنه قبل أيام كتب تغريدة سأل فيها المتابعين عن تعريفهم للصحوة، مؤكدًا أنه أتاه أكثر من 400 رد جميعها مناوئ للصحوة والصحويين، معتبرًا إياها بمثابة تصويت على انتهاء هذه الفترة بكل تشددها وانعزاليتها، قائلًا: أعتبرها مرحلة وعـي جديدة، وظهور جيل لا ينخدع بتجار الدين والعازفين على وتر الخطيئة والعقاب.. واختتم الكاتب مقاله بقوله: من حق المجتمع أن يمقت فترة الصحوة (ويندم عليها) كونه خُـدع كثيراً، وغـاب طويلاً، وفقد في أفغانستان جيلاً بريئاً، من حـقه أن يستبشر خيراً بالصحوة الحقيقية (التي يراها هذه الأيام) ويتطلع لإنجازات مادية حقيقية تتجاوز مرحلة التنظير وصناعة الكلام، مضيفًا: أتوقع بصدق انتهاء زمن الغـفوة (والدروشة) لأن لغة الحوار تغيرت وطبيعة المجتمع تبدلت والناس أصبحوا ببساطة، غير الناس.

arrow up