رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

كم أنا على خلق

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نشرت صحيفة (المساء) المصرية إعلانًا مدفوع الثمن لمواطن يدعى (محمد سمرة) نكاية ببنت (أعطته الطرشة) – أي تركته دون رجعة ­ وضمنها كلمات للشاعر نزار قباني التي يقول فيها: «لا تحزن إن خانتك فتاة، فهي كالطير يشرب من كل قناة» – انتهى. ومن وجهة نظري فلا المدعو (السمرة) أصاب، ولا (قباني) كان محقًا، فكما أن هناك فتيات لعوبات، فهناك أيًضا فتيان أنذال، ولا تخلو السوق من (سقط المتاع). وإليكم على سبيل المثال ذلك الشاب الكيني الأهبل الذي أقسم أنه سوف يقبّل في حياته مليون امرأة لكي يدخل في موسوعة (غنيس) للأرقام القياسية، وقد قبّل إلى الآن على حد قوله (721) امرأة، وأنه لا يزال في بداية المشوار، ومن شاهد (براطمه المتورمة المتهدّلة المتلغوّصة) لا شك أنه سوف يقول لا شعوريًا: (يا قرد حظ) التي سوف تقبله دون أن (يلعي) كبدها، هذا إلا إذا كان كبدها ككبد البقرة (المضرع) – أي الحبلى. أنا لا أدافع عن النساء ولا أجلب لهن الأعذار، بل بالعكس أحيانًا، فهناك منهن من يستحققن العقاب بالقرص وشد الشعر، مثل تلك المطربة التي (تتغنّج) بأغنية مبتذلة. إن هذه المطربة قد بّزت نساء العالمين بصراحتها الفّجة، وأعتبرها نموذًجا مريًضا يجب الحذر منه، ولو أنني مثلاً قابلتها في طريقي لفررت منها مثلما يفر الأرنب من اللبوة، لأنني في حياتي الطبيعية جدًا أعاني معاناة ما بعدها معاناة، فكيف لو أن الله ابتلاني بمثل تلك المرأة المغناج؟ أكيد أنني ساعتها سوف أدفن نفسي بنفسي بكامل ملابسي مع حذائي ونظارتي وساعتي ومسبحتي ومفتاح سيارتي وتليفوني المحمول وكل ما فيه من صور و«بلاوي متْلتلة». فأنا من الممكن أن أساوم على كل شيء ما عدا شيئًا واحدًا: ألا وهو (الأدب)، نعم إنه الأدب. لهذا صعقت من ذلك الشاب الأسترالي الأحمق المدعو (وليم وايز)، عندما تصدى للملكة (إليزابيث) وهي تسير في عربتها وموكبها المهيب في (سيدني)، وتحيي الجماهير المحتشدة، وإذا به يخترق الصفوف ليعبر عن جماعته المناهضة للنهضوية، وفجأة وأمام ذهول الجميع كشف عن مؤخرته التي رفع عليها العلم الأسترالي، وأخذ يركض أمام العربة ما لا يقل عن خمسين متًرا والملكة (يا حبة عيني) تنظر إليه باشمئزاز وقرف، قبل أن تطرحه الشرطة أرًضا وتعتقله. طبعًا أنا لا أبتعد عن الصواب كثيًرا إذا قلت (كلّه عندي إلا قلة الأدب). دري، كم أنا فخور بنفسي، كم أنا على خلق. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

آخر الأخبار

arrow up