رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

نحن والتكنولوجيا في زحمة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

التطور التكنولوجي يسابق الزمن، ويجعلنا نلهث خلفه، نحاول اللحاق به، وكلما أمسكنا بـ(تلابيبه) انتفض مبتعداً عنا، ليفاجئنا باكتشافات واختراعات جديدة لم تكن تخطر على بالنا حتى لو في الخيال. فها هم الباحثون في الولايات المتحدة، توصلوا إلى تقنية جديدة تسمح برؤية الأشياء من وراء أركان الجدران بواسطة الهواتف المحمولة عن طريق رصد التغيرات في الضوء المنعكس على الأرض. وذكر فريق البحث من معهد (ماساتشوستس) للتكنولوجيا، أنهم استطاعوا عن طريق مراقبة التغيرات في الضوء المنعكس على الأرض عند قاعدة الجدران أن يراقبوا مسارات أشخاص مستترين وراء الجدران – انتهى. وما إن قرأت عن هذه التقنية، حتى أصابني شيء من الرعدة الممزوجة بالخوف والفزع. ورغم أن تلك التقنية التي تتحدث عنها وسائل الإعلام لم تصل إلينا بعد، فإن حرصي الزائد في الدفاع عن خصوصياتي، جعلني من الآن لا أدخل غرفة نومي إلاّ وأنا بكامل ملابسي، وفوقها أيضاً (المشلح)، زيادةً في التستر. كما أن شركة مقرها كاليفورنيا، أعلنت عن حذاء جديد يحتوي على وحدة نظام تحديد المواقع عن طريق (GPS)، يساعد الآباء في تتبع أبنائهم حين يكونون خارج المنزل، ويتصل الحذاء بالهاتف المحمول ويعرض له تحرك طفله بدقة، كما يقوم هذا الحذاء بإرسال إشارات عند تعرض أي طفل من الذين يرتدونه للخطر. غير أن هناك رجلاً فرنسياً استغل تلك التقنية أسوأ استغلال، حيث وضع في ذلك الحذاء كاميرا شبه خفية، ولا شغلة ولا مشغلة لديه سوى الاقتراب من النساء وسط الزحام، لالتقاط الصور المتحركة من تحت، خصوصاً لمن كنّ يرتدين التنورات القصيرة. ومن حسن الحظ أنهم انتبهوا إليه وقبضوا عليه، وعندما فتشت الشرطة منزله وجدوا عنده أربعة من هذه الأحذية الفضائحية. أما التقنية التي (ليس لها حل) فهي: اختراع الصين لقماش غير مرئي، فمن يلبسه لن يستطيع أن يشاهده أحد. يعني، قد يراقب التلاميذ في الامتحانات أستاذ لا يرونه، أو يذهب أحدهم إلى أحد الأعراس وهو غير مدعوّ ولن يلاحظه أحد، أو يدلف أحدهم لـ(ساونا) النساء دون أن تصرخ بوجهه امرأة، أما عن السرقات فحدِّث ولا حرج. ومن سوء حظ أحد الشباب في محافظة الشرقية بمصر أنه أراد أن يدخل منزل حبيبته خلسة، فارتدى ملابس امرأة منتقبة، وفطن إليه الأهالي، ومزقوا ثيابه وضربوه ضرباً مبرحاً أسال دماءه. وتخيلتُ لو أنه كان قد حصل على ذلك القماش الصيني، لدخل وخرج معززاً مكرماً، وهو يمد لسانه لكل الأهالي الذين لا ولن يشاهدوه.
نقلا عن "الشرق الأوسط"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up