رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

وينكم يا طوال الشوارب؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تستهويني خطوط الموضة وصرعاتها٬ ورغم أنني في دراستي الأكاديمية درست مادة في تاريخ الأزياء لمختلف الشعوب٬ وتركيًزا على تطور أزياء المرأة الأوروبية منذ القرن الثامن عشر الذي أحبه أكثر من أي قرن آخر٬ وتمنيت لو أنني عشت فيه ­ أقصد في أوروبا وليس في الجزيرة العربية ­٬ ليس تقليلاً من جزيرتنا ولكن (الواد واد٬ بس الجوع قاتله)٬ لأنني دائًما أتوق إلى ثلاثة أشياء متواضعة هي: الماء والخضرة والوجه الحسن. أعود لموضوعي الذي كنت أتمنى في يوم من الأيام أن يكون لي فيه (الكعب المعلا)٬ ولكن تجري الرياح والمواهب بما لا يتوق له البشر٬ لهذا تركت ذلك الأمل وتيقنت شرًعا أنني لن أكون لا كـ(أرماني) الإيطالي٬ ولا كـ(إيلي صعب) اللبناني٬ لهذا رضيت من الغنيمة بالإياب٬ واكتفيت بالفرجة على عارضات الأزياء فقط لا غير. والذي حفزني على كتابة هذا المقال المضمخ بالعطور والدانتيل والموسلين والتافتا و(الذي منه) هو (روبرتاج) قرأته عن مصممة أزياء سعودية اسمها (العنود آل غالب) ­ وعاشت الأسامي. هذه العنود استخدمت في معطيات عملها أو إبداعها مثلما تقول: خامة الشماغ نفسه لتصميم عمائم تناسب المرأة السعودية بالدرجة الأولى٬ وهي تخدم فكرة التغيير لدى المرأة والمحافظة على شكلها الأنيق٬ دون الإخلال برصانة الحجاب٬ ما ساعدني على الدخول في عالم الشماغ وعمل تصاميم لفساتين تأخذ من هوية الشماغ بألوانه المميزة٬ وهو مما حدا بدار (شانيل) الفرنسية٬ لطرح تلك النقوش ولكن على خامات تختلف عن خامة الشماغ نفسه٬ الذي يعد قماًشا ثقيلاً لحد ما٬ بفعل النشاء الذي يتم رشه على أشمغة الرجال ­ انتهى. بل إن (المشلح) وهو المشلح بأطرافه المذهبة٬ وصفته هي في تصميمها للملابس النسائية ولم يقف طموحها عند ذلك٬ فحتى (النعال النجدية)٬ وبعضهم يسمونها (الزبيّرية) أدخلتها في خطوط موضتها٬ لكي تناسب أجواء الصيف. وعلى ذكر النعال أو (الحذيان) فأذكر أنني عندما قررت أن أعود من إجازتي الصيفية عندما كنت أدرس في فلورنسا٬ خطر على بالي أن آخذ هدية للمشرف على دخولنا وخروجنا من (الأكاديمية) من أجل استمالته لي كنوع من النفاق أو بمعنى أصح كنوع من الرشوة اللطيفة٬ فما كان مني إلا أن أشتري له (الحذيان) ما زلت أذكرها وكان لونها أحمر فاقًعا٬ وأعطيتها إياه وشكرني عليها كثيًرا٬ وفعلاً تسلكت أموري معه إلى درجة الحسد من زملائي. وبعد فترة ذهبت إلى شاطئ البحر لكي أرفه عن نفسي٬ وإذا بعيني تقع من بعيد على زوجة المشرف السمينة٬ وهي تتمخطر على الشاطئ لابسة الحذيان الرجالية الحمراء. فقلت بيني وبين نفسي: (وينكم يا طوال الشوارب)؟! نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up