رئيس التحرير : مشعل العريفي

"محمود طه" .. مفكر إسلامي قتلته رؤيته المختلفة للدين في السودان .. وهذه أسرار اللحظات الأخيرة في حياته!-صور

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : يعتبر المفكر الإسلامي السوداني محمود محمد طه من أكثر المفكرين الإسلاميين العرب إثارة للجدل بسبب الأفكار التي وضعها ودعا المسلمين إلى اعتناقها، وخاصة في السودان، ما كان سبباً في إعدامه شنقاً في 18 يناير 1985بتهمة الردة وكان يبلغ من العمر 76 عاما.
ولم تكتف المحكمة بقرار الإعدام وعدم الدفن في مقابر المسلمين، بل قررت مصادرة جميع كتبه من المكتبات ومنع تداولها وحظر نشاط حزبه في كافة أنحاء البلادلقب الأستاذ .
نبذه عن المفكر الإسلامي "محمود طه" ووفقاً لـ " العربية . نت" اشتهر المهندس محمود، الذي درس هندسة المساحة في كلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم حالياً)، بلقب "الأستاذ" بين تلامذته ومحبيه، وبقي مصدراً إلى اليوم للفكر الإسلامي المنفتح على التنوير. الجمهوريين وعُرف تلاميذه بـ"الجمهوريين" نسبة إلى الحزب الجمهوري الذي أنشأه مع آخرين عام 1945 ودعا إلى استقلال البلاد وتأسيس نظام جمهوري بها، وتميز هؤلاء التلاميذ بروح السماحة.
مؤلفات "محمود طه" ومن أبرز مؤلفاته "الرسالة الثانية من الإسلام" الذي يُعتبر كتابه الأم لفكرته المركزية حول "التجديد" في الدين وفق روح التسامح والمحبة بين الناس. أفكار الوسطية وقد أخذ محمود محمد طه هذا الفكر ومزجه مع أفكاره الشخصية، واتخذ للإسلام في إطار الحياة الحديثة موقعاً وسطاً، معتبرا أن فضيلة الإسلام تقوم على الوسطية في السياسة والاقتصاد والنظر لقضايا المجتمع.
التجول في السودان وكان طه يقوم بالتجول في أنحاء السودان ليوصل أفكاره إلى الناس، وهو يلبس الزي المحلي ويخاطب المواطنين بلغتهم الدارجة. واستطاع أن يحشد حوله المئات من الشباب من الرجال والنساء معا، لاسيما الطبقة المتعلمة.
أسلوب محمود طه كان محمود محمد طه قارئاً ومتنوراً ويقوم على عقل تحليلي يأخذ من الأفكار الفلسفية المختلفة شرقاً وغرباً، ثم يعمل على إعادة بنائها وصياغتها وفق أسلوبه الشخصي بما يماشى وحاجة المجتمع السوداني والراهن البشري عامة. الاعتكاف والفكرة في أكتوبر عام 1951 وقبيل فجر الاستقلال في 1956 كان "الأستاذ" قد خرج بعد اعتكاف طويل إلى الناس بفكرته التجديدية التي أسماها "الفكرة الجمهورية" والتي عبرت عن رغبته في بناء تصور جديد للحياة السياسية والاجتماعية بتغيير النظرة إلى الدين .
التجديد لفقه الزواج والميراث وعلاقة الذكر بالأنثى
وقد أحدث نقلة في النظرة إلى أنسجة العلاقات داخل المجتمع من خلال إعادة النظر في "شريعة الأحوال الشخصية"، الأمر الذي أفضى به إلى  التجديد لفقه الزواج والميراث وعلاقة الذكر بالأنثى، وغيرها من الأفكار التي خرج بها لمواكبة الحاضر ورآها البعض مخالفة للإرث الديني. تراث كبير ترك " محمود طه " تراثاً كبيراً من الكتب والمنشورات لكن فكره حورب لفترة طويلة من قبل المتطرفين والجماعات التي رأت فيه خصماً سياسياً أو يهدد مصالحها، وثمة من يرى أن إعدامه كان نتاج صراع سياسي مع تيارات "الإخوان المسلمين" ولم تكن له صلة بطبيعة الأفكار التي كان يدعو لها.
ترك العمل كمهندس
تفرغ للفكر والتنوير منذ مطلع الستينيات، وترك العمل كمهندس ولكن عمله بالهندسة وفي مدينة مثل عطبرة، التي تشكل معقلاً لعمال السكك الحديدية، أتاح له الاحتكاك بالطبقة الاجتماعية الكادحة، ومكّنه من تلمس قضاياها، وساعده ذلك في بلورة العديد من أفكارهما قبل الطوفان قبل أن يحكم عليه بالردة الثانية التي انتهت بإعدامه، فقد حكم على الأستاذ طه سنة 1968 بالردة أمام محكمة الاستئناف العليا الشرعية، لكنه رفض الامتثال لأمر الحضور للمحكمة التي حكمت عليه غيابياً بالردة عن الإسلام.
اللحظات الأخيرة وجاء إعدام محمود محمد طه قبل أقل من ثلاثة أشهر من الإطاحة بنظام جعفر النميري في انتفاضة شعبية في 6 أبريل/نيسان 1985. وكان حزبه الجمهوري قد أصدر في نهاية 1984 منشوراً شهيراً باسم "هذا أو الطوفان" .
واعتقل محمود في 5 يناير 1985 ليحاكَم على وجه السرعة وينتهي سجل حياته الفكرية الحافل بالإعدام بساحة سجن كوبر في الخرطوم .
للاشتراك في خدمة "واتس آب المرصد" المجانية  أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة "المرصد سبورت"  أضغط هنا



arrow up